24 ساعة-متابعة
أثار كتاب جديد للكاتب مارك غولدنغ، الرئيس السابق لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، موجة من الجدل حول مستقبل قضية الصحراء.
وكشف الكتاب عن نية الأمم المتحدة، منذ أواخر التسعينيات. إنهاء الصراع من خلال تعزيز حلّ الحكم الذاتي للمنطقة تحت السيادة المغربية.
ووفقًا للكتاب، فقد قام الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، كوفي عنان، بتعيين وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر مبعوثًا شخصيًا له إلى الصحراء. وذلك بهدف دفع “صفقة الحكم الذاتي المحدود” قدمًا.
ويضيف الكتاب أن عنان طلب من بيكر شخصيًا، في عام 1997، السفر إلى هيوستن، تكساس. لإقناعه بقبول منصب الممثل الخاص للأمين العام.
وأضاف الكتاب الذي يحمل عنوان “Peacemonger” أن مهمة بيكر. كانت تتمثل في التفاوض على اتفاق “على أساس تعزيز الحكم الذاتي للصحراء ضمن المملكة المغربية”. مشيراً إلى أنه يمكن الرجوع في هذا الصدد، إلى رسالة عنان إلى بيكر، في الـ 5 من مارس من سنة 1997.
كوفي عنان يطرح مقترح الحكم الذاتي كخيار منطقي بديلا للاستفتاء
وأوضح عنان، في رسالته، أن مهمة بيكر، ستكمن في التفاوض على اتفاق، إما من خلال المحادثات المباشرة، أو حتى المحادثات عبر القنوات الدبلوماسية. من أجل موافقة المغرب على منح الصحراء درجة أكبر من الحكم الذاتي مقارنة بمناطقه الأخرى. فضلاً عن قبول وضع خاص لقادة “البوليساريو”، وفي المقابل، استقبل الجبهة بضم المنطقة إلى المملكة. مطالبا إياه بإبلاغه هاتفيا في حالة تمكن من فتح مفاوضات حول القضايا الصعبة التي لا يريد أن يكتبها.
وأكد كاتب المؤلف المذكور، أنه “في عام 1997، عندما تم تعيين كوفي عنان أمينا عاماً للأمم المتحدة، كان من الواضح أن خطة السلام التي اقترحها الأمين العام السابق خافيير بيريز دي كوييار أمام مجلس الأمن قبل بضع سنوات. غير ممكنة، لأن الأطراف المعنية، اختلفت حول من يمكنه التصويت في الاستفتاء”، مسترسلاً أنه في ظل هذا الوضع، أعاد عنان إحياء مقترح سابق لكوييار. وهو “الحكم الذاتي”. حيث طالب مبعوثه الشخصي، بأن يعمل على فتح باب المفاوضات، لـ”دمج الصحراء في المغرب. مقابل تمتعها بقدر أكبر من الحكم الذاتي، كما أن قادة البوليساريو. سيلعبون دورا في حكومة الإقليم، على الأقل لفترة مؤقتة قبل إجراء الانتخابات”.
وخلّف المؤلف، الذي تناقلته عدد من المواقع الموالية لـ”البوليساريو”، من زاوية أنه يضح نية الأمم المتحدة المنحازة للمغرب منذ البداية، صدمة كبيرة لمناصري الجبهة، خصوصا من جيل الشباب. بعدما سلّط الضوء على الجوانب الخفية لعدد من القضايا، منها نزاع الصحراء، الذي أكد أن مقترح الاستفتاء لتقرير المصير، لم يكن ممكنا، ما جعل الأمم المتحدة، تدفع منذ نهاية التسعينات (1997)، نحو قبول الحكم الذاتي. أي قبل حوالي 10 سنوات من تقديم المغرب للمقترح المذكور بصفة رسمية سنة 2007.