24 ساعة من طنجة : ط. ب
لم يعد يخفى على الجميع العلاقة المتشنجة والمتبادلة بين حزب التجمع الوطني للأحرار في شخص منسقه عمر مورو و يوسف بنجلون عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان على بعد أمتار قليلة من الترشح باسم حزب الحمامة بمساعدة ومرافقة صديقه عبد الحميد أبرشان، تطور هذا الاصطدام بين الطرفين إلى حدود تضييق الميلياردير على غريمه بمساعدة صديقه المقرب أبرشان،
حيث تم فتح مقرات انتخابية للحملة مجاورة لمقرات الحمامة و العمل في نفس مناطق النفوذ والصراع على نفس مفاتيح الاحياء ، فيما سانده حزب الاتحاد الدستوري بشخص ابرشان بحملات التغطية المكثفة الخاطفة للاحياء لنسف خطط حزب الأحرار.
الصراع حول المقاطعة
منذ إفراز النتائج أصبح جليا الصراع المحتدم في هاته المقاطعة، حيث تقدم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية باسم مرشح الحزب بالمقاطعة الميلياردير يوسف بنجلون، بطعن لدى المحكمة الإدارية ضد لائحة مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار عبد الواحد اعزيبو ، المرشح الأبرز الذي كان مطروحا بقوة لرئاسة المقاطعة بعد تصدر لائحته للنتائج، حيث أكد في الطعن أن اعزيبو قام باستغلال أملاك الدولة بصفته مديرا جهويا لوزارة الشبيبة و الرياضة بجهة الشمال لأغراض انتخابية أثناء الحملة . لكن جواب المحكمة كان قاسيا عندما تم رفض اسقاط اللائحة، لغياب أدلة ملموسة.
التخطيط من وراء الستار
بداية تشكيل المجلس المسير لهاته المقاطعة، عرف معركة حامية الوطيس بين التحالف الثلاثي(الاحرار، الاستقلال، البام)، في مواجهة تكتل قاده قرش السياسة كما يطلق عنه بطنجة يوسف بنجلون .حيث دفع بورقة الشاب محمد الشرقاوي عن حزب الحركة الشعبية ، لترأس المجلس كواجهة فقط. لأن المسير الحقيقي هو من تكفل بالتنسيق و تجميع الأغلبية المكونة من ” الحركة الشعبية، العدالة والتنمية البيت السابق لابن جلون، الاتحاد الدستوري حزب صديقه الحميم عبد الحميد أبرشان، إضافة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”
دقت ساعة الحسم
ساعات قليلة قبل انتخاب مجلس مقاطعة طنجة المدينة، تقدمت أحزاب التحالف الثلاثي ، بشكاية الى المصالح الأمنية بطنجة ضد محمد الشرقاوي، حيث اتهمته باختطاف مجموعة من المستشارين الجماعيين و الضغط عليهم للتصويت لصالحه في انتخاب مكتب مجلس المقاطعة المذكورة. راجت كذلك أقاويل و اتهامات للسيد بنجلون وابرشان بتوفيرهم للسيولة المالية و اللوجستيك لتسهيل الفوز بالمقاطعة التي تسيل لعاب لوبي العقار بالمدينة.
المشاكل لا تأتي فرادى تأجلت جلسة الانتخاب الاولى لعدم اكتمال النصاب القانوني حيث غاب التحالف الثلاثي و مرشحي الاتحاد الاشتراكي الموحد .
حقيقة مقولة كل تأخيرة فيها خيرها
بعد أسبوع تمت برمجت جلسة انتخاب ثانية حيث عرفت توتر كبير و انزال امني كثيف على جنبات القصر البلدي، حضر التحالف الثلاثي باكرا هاته المرة، في انتظار وصول بنجلون و أغلبيته، التي يتهمونها باختراقهم و اصطدياد مستشارين من داخل هذا التحالف. دقائق معدودة ، بعد ذلك وصلت سيارات من الحجم الكبير مصفحة يمتطيها مستشارين و حرس خاص لحمايتهم .
لكن المشكلة تجلت في منع رجال السلطة و الأمن الوطني ، رجال الامن الخاص من مرافقة مستشاري الأغلبية المزعومة، ذلك لم يكون في الحسبان حيث ما ان وطئت أرجل المستشارين لباب القصر البلدي اشتعلت معركة بين التيارين و تبادل الشتائم و التحريض عن القتل، هنا جاء دور رجال الشرطة و السلطة الولائية التي تدخلت في الوقت المناسب و أنهت هذا الصراع القائم بين الطرفين.
دخل الجميع الى قاعة الاجتماع، لكن التحالف الثلاثي سرعان ما غاذر القاعة، هنا ستبدأ أطوار جلسة الانتخاب بمرشح واحد و هو محمد الشرقاوي ، الذي تحصل خلال جلسة التصويت ، على 21 صوتا من أصل 23
الانتقال من خطة الصيد البحري الى الصيد في أعالي المجالس
من خلال تتبع القصة معنا تلاحظ أن رئيس المقاطعة هو المنتخب بطريقة ديمقراطية محمد الشرقاوي، لكن الحقيقة عكس ذلك فالرئيس الفعلي هو يوسف بنجلون الذي قاد هندسة تشكيل هذا المجلس ، و سخر كل شيء ليكون تحت وصايته، أقحم بتشكيلة المجلس الفتى المدلل له، وصيفه بلائحة طنجة المدينة السيد احمد مشيشو كنائب ثالث للرئيس ، لم يتوقف عند هذا الحد أقحم أيضا أخت احمد كنائبة خامسة للرئيس المدعوة سعيدة مشيشو .
من خلال قراءة سريعة لمجريات الأحداث، تستخلص شيء واحد هو أنا مجلس هاته المقاطعة يتم تسييره على شاكلة الكراكيز ,في غياب تام للنخب أو أشخاص بمستوى أكاديمي و ثقافي، هذا مايناقض مع الخطابات الملكية حول تجديد النخب