الدار البيضاء-أسماء خيندوف
أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، عن انتصاره في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وبعد تحقيقه العدد المطلوب من الأصوات، وهو 270 صوتًا في المجمع الانتخابي، أصبح ترامب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، محققًا إنجازًا تاريخيًا بالفوز بولايتين غير متتاليتين، وهو ما لم يحدث منذ أكثر من مئة عام.
ويرى الباحث في العلوم الجيوستراتيجية والعلاقات الدولية، نجيب الأضادي، أن فوز ترامب سيغير الكثير من المعادلات في الخرائط الدولية، ويبدو ذلك من خلال الشعارات التي رفعها الرئيس المنتخب في حملته الانتخابية.
كما أكد الأضادي أن ترامب سيواصل السير على نفس الخطوط العريضة التي رسمها في ولايته الأولى ما بين عامي 2016-2020، على مستوى السياسة الداخلية المرتبطة أساسا بالتشدد في قوانين الهجرة والانتصار للأمريكي الأبيض.
وأضاف المختص أن ترامب سيركز على سياسة التوجه في الاقتصاد مثل فرض تعريفات جمركية مرتفعة على الواردات عموما والصين خصوصا، دون أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أثمنة هذه السلع بغرض تشجيع المنتوج المحلي الأمريكي، وهو ما يصب في شعاره بإعادة المجد للولايات المتحدة الأمريكية مثلما سيعمل على إجراء تخفيضات ضريبية على الشركات من 21 في المائة إلى 15 في المائة، وأيضا توسيع بعض الضمانات الاجتماعية لكسب ود الطبقات المتوسطة التي صوتت عليه.
وعلى مستوى السياسة الخارجية، أشار الأضادي أن الصراع الصيني- الأمريكي سيشتد مع وجود متغيرات جوهرية في الولاية الثانية مرتبطة أساسا بالحرب الروسية- الأوكرانية والصراع في الشرق الأوسط مع وجود إيران في خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة.
وأكد المتحدث على تشدد ترامب إزاء طهران ومشروعها النووي وطموحها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وامتداداتها في القارة الافريقية سياسيا ومذهبيا.
في سياق ذي صلة، أوضح الأضادي أن الصراع الأمريكي- الأوربي سيتجدد من خلال أسلوب ترامب في التعامل ونظرته لمجموعة من المؤسسات الدولية مثل الحلف الأطلسي الذي لا يريده أن يكون حملا على واشنطن، مثلما سيعمد إلى ممارسة تأثيرات على منظمة الأمم المتحدة، خصوصا أن الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش على علاقة سيئة مع إسرائيل منذ أحداث 7 أكتوبر 2023.
وفيما يخص العلاقات المغربية الأمريكية، فتوقع الأضادي أن تعرف استقرارا وتقدما، لافتا إلى أنها ”فرصة سانحة للمغرب لاستكمال الخطوات التي توقفت بعد رحيل ترامب عن البيت الأبيض أهمها فتح القنصلية الأمريكية بالصحراء المغربية”، مبرزا وجود هواجس مرتبطة أساسا بكون الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء كان ضمن اتفاق أشمل مرتبط باتفاقات أبراهام التي لم تعد قائمة اليوم، مثلما أن أحداث 7 أكتوبر عقدت الأوضاع بالشرق الأوسط وتغيرت بالتالي الكثير من المعادلات التي أجهضت هذه الاتفاقات.
وفي المقابل ابرز الاضادي أن ترامب سيبحث عن إجراء الصفقات و البحث عن الربح سواء تعلق الأمر بشراء المغرب للسلاح الأمريكي عبر عقد صفقات مع لوبيات الأسلحة بالولايات المتحدة أو بحثه عن صيغة جديدة في الشرق الأوسط سيحاول أن يكون المغرب ضمن معادلاتها.
وحسب الأضادي فإن هذه الصيغة المحتملة ستراعي بالدرجة الأولى المصالح الإسرائيلية، وقد تكون مجرد إعادة أحياء اتفاقات أبراهام بصيغة جديدة وهنا لا يجب التفكير فقط في الامتيازات التي يمكن أن يحصل عليها المغرب نتيجة فوز ترامب، بل أيضا في المقابل وفي قدرة المغرب على ألا يحمل هذا المقابل مخاطر كبيرة وبراعته في التفاوض مع ترامب الذي يبقى رجل سياسة متقلب المزاج ويبحث عن الربح، حيث تغلب عليه بعض طباع مهنته الأولى كسمسار عقارات.
ومن جهته أكد الأضادي أن عودة ترامب إلى مربع السلطة خبر سيء بالنسبة للجزائر بحكم تواجدها عمليا في معسكر روسيا وايران، وهذا يعقد وضعها كثيرا ويمكن للمغرب أن يلعب ورقة محاربة التواجد الإيراني بالمنطقة المغاربية مع ترامب . خصوصا أنه أشار إلى موريتانيا في حملته الانتخابية و بالتالي إضعاف هذا المحور مغاربيا مقابل الحصول على امتيازات في الصحراء المغربية.
و في ذات السياق أكد الأضادي أن إنتخاب ترامب من جديد خبر سيء بالنسبة لإسبانيا لأن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب كان في عهده، وهو الاعتراف الذي اطلق الدينامية التي أجبرت اسبانيا على تغيير موقفها، وهو ما يضيق هامش المناورة بالنسبة لإسبانيا لاسيما مع وجود فرنسا في صف المغرب حاليا.
ويعتبر الأضادي أن كل ما سبق ذكره، سيخلق خوفا لدى الجيش الاسباني والجزائري من حصول المغرب على أسلحة أكثر تطورا في إطار صفقات السلاح التي ستعقدها المملكة في عهد ترامب.