24ساعة-عبد الرحيم زياد
شهدت الانتخابات المحلية الأخيرة في إنجلترا نتائج لافتة، تمثلت في تحقيق حزب “إصلاح المملكة المتحدة” اليميني. بزعامة السياسي المخضرم نايجل فاراج، مكاسب هامة. ورغم أن هذه الانتخابات لم تجرِ في ظل رئاسة كير ستارمر للوزراء كما جاء في بعض التوصيفات (حيث تتولى حكومة المحافظين السلطة حاليًا). إلا أن أداء الحزب يشكل تحولًا يستدعي التحليل.
فقد تمكن الحزب، وفقًا للنتائج المبلغ عنها، من انتزاع مقعد برلماني في دائرة رنكورن وهيلسبي بفارق ضئيل من حزب العمال. إلى جانب فوزه بالعديد من المقاعد في المجالس المحلية ورئاسة بلدية لينكولنشير الكبرى. هذه النتائج، التي جاءت على حساب الحزبين التقليديين العمال والمحافظين. تشير إلى تزايد عدم رضا الناخبين عن الخيارات السياسية التقليدية وبحثهم عن بدائل جديدة.
و يكتسب هذا الصعود أهمية خاصة عند النظر إلى تداعياته المحتملة على العلاقات الخارجية للمملكة المتحدة. وبالأخص مع دول مثل المغرب. فزعيم الحزب، نايجل فاراج، معروف بمواقفه الإيجابية تجاه الشراكة الاستراتيجية بين الرباط ولندن في مرحلة ما بعد البريكسيت.
وفي ظل تنامي نفوذ حزبه. من المرجح أن يشكل هذا دفعة إضافية نحو تبني لندن لمواقف أكثر دعمًا لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو ملف يحظى بأهمية قصوى في الأجندة الدبلوماسية المغربية.
كما تشكل نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة نقطة تحول محتملة في المشهد السياسي البريطاني، مسلطة الضوء على تنامي شعبية “إصلاح المملكة المتحدة” والتحديات التي تواجه الأحزاب التقليدية. ومن شأن هذا التحول أن يترك بصماته ليس فقط على السياسة الداخلية للمملكة المتحدة، بل قد يمتد تأثيره ليطال توجهات سياستها الخارجية وعلاقاتها مع شركائها الدوليين، ومن بينهم المغرب.