24 ساعة – متابعة
ب 18,65 كأعلى معدل على مستوى جهة كلميم واد نون في الدورة العادية لامتحانات البكالوريا برسم سنة 2020، بدأت التلميذة صفاء عويس في فك أولى شيفرات المستقبل.
سيفتح هذا المعدل، الذي حصلت عليه بمسلك الثانية باكالوريا العلوم الرياضية (أ) بالثانوية التأهيلية الخوارزمي بكلميم، لصفاء آفاقا معرفية وفكرية ، هي قادرة أن تقتحم عوالمها الرحبة.
لاشك أن الشهادة سلاح، لكن تنضاف إليها عوامل أخرى، هي بمثابة سلاح أيضا، أدركت صفاء أنها من الأسرار الخفية للنجاح ، منها، فضلا عن المثابرة والسهر وبإقرار أساتذتها وأقرانها أيضا، دعاء وتشجيع والديها ورعايتهم لها وحرصهم طيلة السنة على توفير بيئة ملائمة للكد والتحصيل .
أول الغيث إذن، سيتيح هذا المعدل، كما تؤكد صفاء لوكالة المغرب العربي للأنباء، ولوج مدارس كثيرة، بالرغم من أنها تفضل ولوج الأقسام التحضيرية، وربما بثانوية التميز بابن جرير (مراكش)، وبعدها الى آفاق لا حد لها، وطنيا ودوليا.
بأدب جم، استقبلت التلميذة مرفوقة بوالدها الذي لا تفارق الابتسامة محياه، مساء أمس الأربعاء، وفدا تربويا ترأسه مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم وادنون مولاي عبد العاطي الأصفر، وفد ما فتئ يشيد بالتلميذة وبأخلاقها واجتهادها وأمام وفد من الصحافيين الذي هبوا لتغطية هذا الحدث.
وأمام الجميع تصر التلميذة، كل ما أتيحت لها فرصة الحديث، على توجيه الشكر للأساتذة الذين، وبالرغم من ظروف الحجر الصحي التي فرضها فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، بذلوا الغالي والنفيس لمواكبة تلامذتهم وتنويرهم وتشجيعهم، و حصدوا بالتالي ثمرة جهودهم بنتيجة مشرفة مثل نتيجة صفاء.
يقفز الى الذهن في لحظات كلام الأم عن فلذة كبدها، بيت الشاعر حافظ إبراهيم الذي ظل منقوشا في في الأذهان “الأم مدرسة إذا أعددتها… أعدت شعبا طيب الأعراق”، عفوية وتلقائية وفرح، تعبر عنه ملامح وجه الأم، وهي تتحدث لوكالة المغرب العربي، وبالرغم من سعادتها لم تغفل الدعاء لجميع التلاميذ الناجحين منهم في الدورة العادية، والذين لم يحالفهم الحظ والمقبلين على الاستدراكية.
وبالفعل، يقرأ من مشهد الأم وصفاء جالسة بأدب قربها أن هذه الأم فعلا هي شجرة معطاء ونبع صاف نهلت منه صفاء كل مقومات الاصرار والنجاح حتى قبل أن تلج الصفوف بالمدرسة العمومية ..هذه الأم عنوان من عناوين الرقي سطرته صفاء بمداد العلم والمعرفة.
وتجاوز الفرح بيت عائلة عويس الى الحي الذي تقطنه ، الكل هنأ بطريقته الخاصة، ولو ب”الزريك” ( مشروب يستقبل به أهل المنطقة الضيوف تعبيرا عن الحب والكرم وهو خليط من لبن الإبل و قليل من الماء و السكر).. إنه فأل جيد..بياض وصفاء وتميز واستشراف للمستقبل.
وفي كلمات معبرة من مسؤول تربوي، وجه مدير الأكاديمية مولاي عبد العاطي الأصفر للتلميذة كلمات مشجعة، مفادها أن العمل الجاد يوصل للنتائج الطيبة، معتبرا في تصريح مماثل أن نموذج صفاء نموذج مشرف فهو عنوان الاستماتة والعمل والاجتهاد.
وأبرز أن مثل هذه النتائج المشرفة هي ثمرة العمل الجماعي والمشترك والجبار لرجال ونساء التربية والتكوين والأطر الإدارية وللأسر أيضا، مهنئا كل الناجحين في هذه الدورة، متمنيا للمقبلين على الدورة الاستدراكية التوفيق والسؤدد .
ولم يغفل أن يذكر بأن امتحانات الباكالوريا، التي أجريت هذه السنة في ظروف استثنائية، مرت في ظروف جيدة بفضل تضافر جهود الجميع.
وقد تجاوزت نسبة النجاح في صفوف المتمدرسات والمتمدرسين في الدورة العادية لامتحانات البكالوريا 2020 بجهة كلميم وادنون 63,51 مقابل 62,53 في المائة في الدورة نفسها من سنة 2019.
وحققت مديرية إقليم أسا الزاك أعلى نسبة نجاح في صفوف المتمدرسين، الذين بلغ عددهم 315 مترشحا ومترشحة، وقدرت ب 82,68 في المائة ، متبوعة بمديرية كلميم بنسبة نجاح بلغت 66,70في المائة، ومديرية سيدي إيفني بنسبة 62,95 في المائة ثم مديرية طانطان51,92 في المائة.
وبلغ عدد الناجحين الأحرار في الدورة العادية لامتحانات البكالوريا بالجهة 308 مترشحة ومترشحا من أصل 2244 منهم 147 من الإناث بنسبة 21,72 في المائة.