إعداد-زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة. إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة السادسة
حينما نتحدث عن أساطير كرة القدم المغربية، يتبادر إلى أذهاننا العديد من الأسماء اللامعة التي تركت بصمات لا تُنسى، من بين هؤلاء، يبرز اسم صلاح الدين بصير، اللاعب الذي استطاع أن يصنع لنفسه مكانًا في قلوب الجماهير المغربية ويُخلد اسمه في سجلات كرة القدم الأفريقية والعالمية.
في الخامس من شتنبر 1972، وُلد في مدينة الدار البيضاء وبالضبط بحي درب غلف صلاح الدين بصير، الشاب الذي نشأ على حب كرة القدم في أحياء المدينة، حيث كانت الملاعب الرملية مكانه المفضل، في سن مبكرة، اكتشف بصير شغفه بكرة القدم، تلك اللعبة التي جعلته ينسجم مع كل حركة فيها، ليصبح أحد أبرز المواهب التي قدمها المغرب، بدأ مسيرته مع نادي الرجاء الرياضي، الذي كان له الفضل في صقل موهبته، إذ تدرج في صفوفه حتى وصل إلى الفريق الأول في عام 1990.
مع الرجاء الرياضي، أصبح صلاح الدين بصير واحدًا من أفضل اللاعبين في تاريخ النادي، وساهم بشكل كبير في فوز الفريق بالعديد من البطولات المحلية والقارية. سجل 147 هدفًا في 160 مباراة، ليضع اسمه بين أفضل هدافي النادي ويصبح نجمًا بارزًا في الكرة المغربية، في عام 1996، انتقل بصير إلى نادي الهلال السعودي، حيث استمر في التألق، وسجل 14 هدفًا في 24 مباراة مع الفريق السعودي.
لم يتوقف بصير عن التميز، ففي عام 1997، انتقل إلى نادي ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، حيث لفت الأنظار في الدوري الإسباني، في أربع سنوات قضاها مع الفريق، سجل 5 أهداف في 37 مباراة، وكان جزءًا من الفريق الذي توج بلقب الدوري الإسباني في عام 2000، بعدها قرر بصير مغادرة إسبانيا في 2001، ليحط رحاله في الدوري الفرنسي من خلال انضمامه إلى نادي ليل، في سنواته الأخيرة، سجل هدفين في 33 مباراة، قبل أن ينتقل إلى نادي باوك سالونيكا اليوناني في 2002، حيث لعب 12 مباراة وسجل هدفًا واحدًا.
إلى جانب نجاحاته على المستوى المحلي والدولي، ترك بصير بصمة لا تُنسى مع المنتخب المغربي، بدأ بصير مسيرته الدولية في مباراة ودية ضد الكاميرون في 1994، وبرز بشكل ملفت في كافة المشاركات الدولية، وكان من بين أبرز نجوم المنتخب المغربي الذي تأهل إلى كأس العالم 1998 في فرنسا، في تلك البطولة، تألق بصير بشكل خاص في المباراة الأخيرة أمام اسكتلندا، حيث سجل هدفين، لكن الحظ لم يُحالف المنتخب المغربي للتأهل إلى الدور الثاني.
استمر بصير في حمل قميص المنتخب المغربي حتى عام 2002، حيث كانت مباراته الأخيرة في كأس أمم إفريقيا ضد جنوب إفريقيا، ليودع الملاعب الدولية وقد سجل 27 هدفًا في 59 مباراة، مما جعله ثاني أفضل هداف في تاريخ المنتخب بعد أحمد فرس.
صلاح الدين بصير هو رمز للإصرار والموهبة انطلق من الملاعب الرملية ليصل إلى أكبر البطولات العالمية، تاركًا بصمة لا تُنسى في تاريخ كرة القدم المغربية والعالمية، ليصبح أحد الأساطير التي أبهرت الجماهير.