24 ساعة – متابعة
بعد اتهامات وجهها الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، لوزير المالية الأسبق صلاح الدين مزوار بالتدخل في تعديل مشروع قانون المالية 2020 في الشق المتعلق بالرفع من الرسوم الجمركية على مادة البوليستير إلى 17،5 في المائة بدل 2،5 في المائة، خرج مزوار في أكثر من تصريح نافيا الأمر، وعلاقته بمادة البوليستير أساسا، ولأجل فهم خلفيات هذه الاتهامات، كانت لنا هذه الدردشة القصيرة مع الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار
ماهي في نظركم خلفيات هذه الهجمة المفاجئة وعودة اسمكم لنقاشات سياسية لم تعد تعنيكم بشكل مباشر؟
لا علم لي بالخلفيات ولكني اقرأ ما وراء الخطاب وهو إعطاء صورة فساد جماعي وأن الجميع فاسد ويستعمل وسائل شخصية وغير شخصية للوصول للريع الاقتصادي، كما تم استعمال عبارة الريع السياسي، وهذا كله في الحقيقة ما هو إلا محاولة من وهبي للتموقع داخل المشهد السياسي عبر التركيز على إقحام مسؤولين سياسيين سابقين، اعتقادا منه أن هذا الأمر سيعطيه مصداقية، ويظهر بمظهر البعيد عن المصالح، ولكنه أخطأ العنوان والتوقيت والموضوع، فالتوقيت خارج إطار النقاش حول التعديل، ولا أعلم من يقف وراء التعديل لكن في النهاية نحن نتحدث عن مؤسسات وأنا كنت وزيرا للمالية أعرف تماما أن التعامل يكون مع مؤسسات دستورية لا مع أشخاص أو أسماء.
لماذا في نظركم رغم علمه بأنكم كنتم وزيرا للمالية وعلى إطلاع بالمساطير وكيف تسير الأمور لماذا هذا الاختيار ؟
هذا خطير في حد ذاته، ليس لشخصي المتواضع، بل خطير بالنسبة للمؤسسة التشريعية، يعني أنه يعتبر المؤسسات الدستورية مجرد حفنة من الأشخاص يمكن لأي كان أن يؤثر في قراراتها، وهذا خطب خطير ويعطي انطباعا على أننا أمام مؤسسات تؤثر فيها اللوبيات والأشخاص، وليست فرقق تنتمي لأحزاب منظمة ولديها مواقف ومرجعيات وتوجهات وخيارات، وهذا هو الخطير في كل هذا الموضوع، تبخيس دور البرلمان وتبخيس المؤسسات، باستعمال كلمات وعبارات موجهة للاستهلاك، من طرف مسؤول حزبي يقود حزبا يشكل ثاني قوة سياسية برلمانية في المملكة، وهذا خطاب لامسؤول فعلى الأقل إذا أردنا أن نوجه اتهامات يجب أن نملك إثباتات بشأنها، وأن نتحلى بقليل من المسؤولية السياسية، وبكل صراحة ما دفعني للرد، هو هذه النقطة بالذات المرتبطة بالمؤسسات الدستورية، ومصداقية النواب والمستشارين داخل البرلمان، وبالتالي مصداقية المملكة، لأنها من مصداقية المؤسسات، لأن هذا الأمر يؤثر بشكل كبير في الاقتصاد والاستثمار، وجلب المستثمرين.
يعني تعتبرون الأمر غير متعلق بشخصكم بل بالمؤسسات ومصداقيتها ؟
بالطبع فالهجومات تجاهي، لا أعيرها اهتماما لأنني اعتدت على الأمر منذ زمن طويل، لكن الطريقة البشعة التي تم بها إقحام اسمي واستعمال اسمي ، هو ما جعلني أقوم برد فعل لأوضح طبيعيا، اتصلت بوهبي ولم يرد، تركت له رسالة ولم يرد كذلك، وجوابا على تصريحه بخصوص أنه لم يرد وبأنني يجب أن أتحدث مع إلياس العماري، فعلى الأقل الياس العماري كان رئيس حزب مسؤول ويزن كلامه و “ماكيضربش بالحجر حيث السياسة ماشي هي نضربو بالحجر
لاحظنا أنه رغم خروجكم الإعلامي لنفي ما تم الترويج له، هناك إصرار على الاستمرار في نفس النهج من طرف بعض المواقع وعلى لسان عبد اللطيف وهبي كذلك ؟
طبيعي، فعندما يفقد الخطاب مصداقيته، يحاول أن يتشبث به إلى اخر رمق، وأعتقد أن هذه المنهجية غير صحيحة وغير سليمة، وإذا كان يريد تصفية حسابات مع شخص ما فليقصده مباشرة، فانا لست حصان طروادة لكي يتم استعمالي من اجل الوصول إلى هدفه، وإذا كان يريد إضفاء طابع الفساد على الجميع، فانا لست بحاجة إلى صك من طرف أي كان فيما يخص الأخلاق و التعامل في كل القضايا سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية