صلاح الوديع
مَشدوهٌ مما شاهدتهُ وما سمعتهُ على شاشة هاتفي،
شاهدت – كما شاهد الرأي العام – السيد رئيس الحكومة يتطاوس على منتخبة محلية توجهت إليه بأسئلة تتعلق بميزانية المجلس البلدي
بعظمة لسانه ينظر السيد الرئيس إلى ممثلة من ممثلي مواطنينا من علياء احتقاره…
يا سلام على أجيال السياسيين الذين أفنوا عمرهم كي تنال بلادنا حظا من سياسة تحترم نفسها
السياسة تمارس حصرا – قال السيد الرئيس – مع “ليسينيوغ” بمعنى أن السياسة لا تمارس مع “ليبيبي” (pupilles) بل لا تمارس حتى مع”ليجينيوغ”
معناه أن السياسة ليست لنا نحن المواطنون، القاصرون بطبيعة الأشياء…
السياسة له كلها – حصرا – ولمن يحلو له من حوله،
يا لسخافة الأيام ويا لوضاعة الأوضاع…
أين أنت يا عبد الرفيع؟
أين أنت لتسمع بأذنيك طنين الأسطل الفارغة؟
أين أنت لترى تغول الجهل المريع؟
أين أنت لتسمع الفراغ المهول ينز من شبه كلمات يرددها صدى الجدران الصماء؟
أين أنت؟
أين نافذتك البهية يوم كنت تُضحك الوطن على ضحالة المهرجين فيستغرق في قهقهات لا تنتشله منها إلا ضحالة جديدة سرعان
ما يتصدى لها قلمك الرفيع في إحدى نوافذك اللاتنسى؟
أين أنت لترطِّب خاطرنا بنافذةٍ جديدةٍ تغسل عن قلوبنا رجع الطبول الفارغة…
أين أنت لترى الدرجة الصفر في الخطاب السياسي في بلد أعطيته من شعرك وفصاحتك وسخريتك وكفاحك السياسي والحقوقي
ما لم يعط منه المتطفلون ولو قلامة ظفر؟
أين أنت لنضحك معا، فالهمُّ، كما تعلم، “إذا كثر ك يضحك”
أما أنت يا صديقي القارئ…
لا تذهب بك الظنون بعيدا.
أنا هنا لا أتحدث عن المغرب، بلادي وبلادك.
أنا أتحدث عن بلد آخر يوجد في المريخ.
إذن لا مجال لجزع ولا حيز لهمّ.
لنصبر صبر أيوب إلى أن يصلنا الطنين المقبل للأسطل الفارغة، مرة أخرى…
من المريخ طبعاً…
محاولة ترجمة:
(لودوكغي زيغو دو لا بوليتيك
جو سوي ستوبيفي دو سكو جوفيان دوفواغ إي دونطوندغ سير ليكرون دو مون تليفون
مسيو لو شيف دي كوفيغنومان سو كومبوغت أفيك آغوكانص أونفيغ إين غوبغيزانتانت دي سيتوايان كي لوي بوز دي كيستيون أبغوبو دي بيدجي دي كونساي كومينال…)
معذرة. سوف أتوقف عن الترجمة هنا وأترك لطاقم الترجمة الحكومي أن يكمل المهمة.
نص مهدى إلى الشاعر البهي والساخر اللامع الأستاذ عبد الرفيع جواهري، شافاه الله.