محمد عبد الله غلالي
عرف المغرب منذ عدة سنوات سابقة اختلالات عميقة على مستوى الاستهلاك الداخلي، بحيث لوحظ نزوع كبير لاستهلاك واقتناء المنتجات المستوردة على نطاق واسع، نتيجة عدة عوامل من بينها ضعف تنافسية المنتجات الوطنية وضعف جودتها، وغياب ثقافة استهلاك المنتجات الوطنية لدى عموم المواطنين. وقد أدت هذه الظاهرة لتنامي مفرط للاستيراد، مما يعمق عجز الميزان التجاري ويؤدي لمزيد من استنزاف الاحتياطي المغربي من العملة الصعبة. وبالنظر لأهمية الاستهلاك في تنمية الاقتصاد الوطني وفي حماية احتياطاتنا من العملة الصعبة، لذلك فقد شنت حملة ” صنع في المغرب” تدعو المواطنين إلى تشجيع المنتجات المغربية ذات الصنع المغربي مع دعم الإجراءات التي يجب اتخاذها لتشجيع استهلاكها للتخفيف من واردات المواد الاستهلاكية .
إن الهدف من حملة “صنع في المغرب” هو التشجيع على استهلاك المنتوجات المغربية المحلية ذات الجودة، عوض المنتوجات الأجنبية. و تضم الحملة العشرات من الشباب الذين يقومون بحملات بتشجيع الإنتاج المغربي لينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني، ويحفّز المستثمرين على خلق فرص للشغل خصوصا وأنه تطال حاليا اضطرابات سياسية وأمنية وحروب وإرهاب في جميع الدول العربية بشكل أو بآخر، في وقت تستمر فيه أسعار النفط والمواد الأولية في الانخفاض. وبعد ومن المتوقع أن يشهد العالم مزيدا من التشدد في السياسات الحمائية. ويعني ذلك تراجع إيرادات الدول وانخفاض قدراتها على استيراد الأغذية والألبسة وغيرها من متطلبات الحياة اليومية. ولتلافي تلك التبعات السلبية فإن تشجيع المنتج المحلي في الصناعة و الفلاحة والأنسجة و الصناعات الحرفية هو الخيار الأنسب على المدى المنظور. وعليه فإن التحدي الأكبر يكمن في إعادة تشجيع وإحياء المنتوج المحلي لوقف التوسع الذي تشهده دائرة الفقر والبطالة وتحسين مستوى المعيشة فيها.