جسد جزائريون، روح الأخوة والتعايش التي من المفترض أن تكون مقياس العلاقات بين الشقيقين المغرب والجزائر، لولا حكام الأخيرة التي تحاول في كل مرة إدخال العلاقات البلدين في نفق مسدود، وصلت إلى ذروتها، في الآونة الأخيرة، حين أصر جنرالات الجزائر، على افتعال أزمات غير مسبوقة ومجانية، عبر اتهامات خطيرة أغرب من الخيال، الغرض منها جر المغرب، عبر استفزازه، إلى مالا تحمد عقباه، مما يهدد بعدم استقرار المنطقة ككل وليس البلدين فقط..
وفي هذا الصدد، وفي مبادرة لاقت استحسانا كبيرا، وتسير على عكس تيار ما يرغب فيه صناع القرار في قصر المرادية؛ رفع متظاهرون جزائريون، في احتجاجات وسط العاصمة الفرنسية باريس؛ خلال الأسبوع الجاري؛ أعلاما مغربية جنبا إلى جنب مع علم بلادهم، في رسالة واضحة إلى حكام الجزائر، مفادها أن محاولة زرع التفرقة والشتات وخلق الاحتقان بين الشعبين الشقيقين، لن تنطلي على أحد، وأن الأزمات المفتعلة أو السعي إليها لا توجد سوى في رأس الجنرالات ومن هم على شاكلتهم، وذلك رغبة في تحقيق مصالح خاصة وامتصاص احتقان غير مسبوق يعيشه الداخل الجزائري.
ويرى مراقبون أن مشاهدة الأعلام الجزائرية إلى جانب الرايات المغربية، تجسيد لمدى وعي الجزائريين، وخصوصا الشباب منهم، بخطورة ما يحاول نظام بلادهم الترويج له، حين سعيه إلى ضرب شعار ”خاوة خاوة” الذي طالما رفعه مواطنو البلدين في وجه من يسعى دوما إلى ضرب هذا التلاحم، ويعبر عن تفوق الشعب الجزائري وعيا على حكامه العسكريين الذين لا يزالون يعيشون أوهام الماضي، عبر النزوع إلى الحرب والتهديد وافتعال توترات.