ضحايا النظامين أو ما يطلق عليهم “شيوخ التربية” هم أفواج 1972 إلى حدود 1986 من أساتذة التعليم الابتدائي الذين وظفوا بالسلمين 7 و 8 و لا زالوا قابعين في السلم 10 لحدود اليوم، ثمثلهم نضاليا اللجنة الوطنية لضحايا النظامين، فعند إقرار النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية لسنة 1985 حرمهم من متابعة الدراسة الجامعية للحصول على شهادات علمية تخول لهم الترقية، كما حرمهم من المشاركة في مباراة ولوج المراكز التربوية الجهوية CPR و من ولوج مراكز تكوين المفتشين من أجل الترقية و تغيير الإطار بخلاف باقي الأسلاك.
سنة 2003 تمت مراجعة النظام السابق ، حيث تم إقرار شروط مجحفة للترقي سواء بالأقدمية “10 سنوات بدل 6 سنوات كشرط للترشح” أو عبر الامتحان المهني “6 سنوات أقدمية في الدرجة للترشح بدل 4 سنوات” .
أمام هذا الحيف القانوني و الإجحاف الإداري قام مجموعة من الأساتذة ضحايا النظامين الخاصين بموظفي وزارة التربية الوطنية لسنتي 1985 و2003 بعدة مبادرات وتحركات لتعبئة المتضررات والمتضررين توجت بتأسيس نقابة مستقلة رفعت شعار” 25 سنة أقدمية عامة = السلم 11″، و أيضا بتأسيس جمعية الوحدة والإنصاف سلكت نهج طرق أبواب جميع النقابات لتبني الملف مما أنتج تبني نقابة واحدة لهذا الملف سنة 2012 بشكل فعلي .منذ هذه السنة و جميع الهيئات نقابية كانت أو سياسية أو حتى وزراء تعاقبوا على تدبير قطاع التربية الوطنية بل و حتى الموظفين المركزيين للوزارة بمن فيهم مدير الموارد البشرية يقرون بمظلومية هذا الملف إلا أنه دائما و أبدا جوابهم يكون بالمثل المغربي “وخا ما تخصر خاطر ما تقضي غرض ” بمبرر أن التكلفة المالية باهضة لحل هذا الملف .
يذكر أنه في عهد حكومة بنكيران بتاريخ 2016/10/26 تم اقتراح حل جد مجحف يقصي كثيرا من الضحايا ، حيث يقضي بترقية البعض بأثر مادي وإداري ابتداء من 2016/01/01 ،فقوبل هذا العرض برفض من التنسيق النقابي و من الضحايا أنفسهم ممثلين في اللجنة الوطنية لضحايا النظامين حيث لا زالوا متشبثين بترقية استثنائية على الأقل ابتداء من سنة 2012 كتعويض اعتباري جبرا للضرر الذي لحقهم بسبب مراجعة النظامين الأساسيين سنتي 1985 و 2003 .
فأقل شيئ يمكن فعله في حق هذه الطينة التي لا تتكرر من نساء و رجال التعليم الذين أفنوا حياتهم في تنشئة أجيال هي من تقود المغرب حاليا في مراكز مختلفة هو منحهم حقهم المتمثل في الترقية إلى السلم 11 ،فمن العيب و العار على أصحاب القرار و قد تجدهم تلامذة لهؤلاء الشيوخ أن يتملصوا و يتماطلوا في إيجاد حلول مشروعة لهذا الملف الذي عمر طويلا ،و إلا فيجب على الجميع تكريم هذه الفئة كأقل عرفان و امتنان و إجلال لمربي الأجيال .