الرباط-عماد مجدوبي
عرف إقليم الحوز جنوب غرب المملكة، زلزالا ضرب المنطقة في شتنبر من سنة 2023، وخلف كارثة أودت بحياة العديد من الأسر، هؤلاء يعيشون تحت رحمة الطبيعة وقساوتها، إضافة إلى عمليات النصب الذي تعرض لها العديد منهم والتي طالت المستفيدين من الدعم الذي أمر به الملك محمد السادس، من طرف بعض المقاولين الذين زادوا من معاناتهم.
وفي هذا السياق تواصلت “24 ساعة”، مع أحد الأسر المستفيدة من الدعم الذي أمر به جلالة الملك، والذي تعرضت إلى النصب من طرف مقاول يدعى (م.أ)، حيث هرب هذا الأخير منذ مدة بعد أن أخذ مبلغا من المال من الأسرة المعنية.
يقول رب الأسرة المدعو محمد للجريدة الإلكترونية “24 ساعة”، “لجأت للمقاول السابق الذكر، على أمل أن أحضى ببيت يأويني أنا وزوجتي وطفلاي، كنت على أمل أن أعيش مستورا من جديد تحت سقف بيت يحميني أنا وأسرتي من قساوة الأمطار والثلوج، وحرارة الشمس الحارقة، إلا أنني تعرضت لعملية نصب واحتيال من طرف مقاول والمدعو (م.أ)، فهذا الأخير أخذ مني مبلغا كبيرا لبناء المنزل، بعدما وثقت به لكونه قام ببناء منازل مجاورة شهدتها بنفسي.
ويؤكد المتحدث ذاته،أنه طلب من المقاول توثيق الاتفاق بشكل قانوني من أجل حماية نفسه، لكن الأخير رفض بشكل قاطع التوثيق، مبررا أنه سبق وقام ببناء منازل دون أي ورق موقع أمام السلطات المختصة.
وفي السياق ذاته، تحدثت الجريدة الإلكترونية “24 ساعة”، مع سيدة تدعى عائشة، وهي أرملة وأم لطفلتان، توفي زوجها إثر الزلزال الذي ضرب المنطقة في سنة 2023.
تقول عائشة، والدموع تغمر عيناها، بصوت متقطع يرتجف، “لقد وثقت به، نعم وسلمته المبلغ بيداي، لكنه نصب علي وعلى طفلتاي اليتيمتان، دون رحمة ولا شفقة، لست الضحية الأولى ولا الأخيرة، فهناك العديد من ضحاياه، فعندما اتفق معنا وسلمناه المبالغ فرهاربا، ولحدود الساعة لم نعرف مكانه.
فالمدعو (م)، وهو مقاول قام ببناء العديد من المنازل، في الجهة وهذا ما جعلني أثق به وأسلمه المبلغ الذي توصلت به، لكنه نصب علي وتركني تحت رحمة الأمطار والثلوج أنا وطفلتاي، كل ما أريده هو استعادة أموالي من الشخص المذكور، لكي أبني سقفا أحتمي تحته أنا وأسرتي الصغيرة.
وفي الصدد ذاته، تقول كنزة وهي شابة تبلغ من العمر 18 سنة، وتعيش مع والدتها المقعدة في كرسي متحرك، ” لقد تعرضت لعملية نصب من طرف مقاول، وعدني أنه سيبني لنا منزلا أنا ووالدتي المريضة، لكنه نصب علينا ولا نعلم أين هو الآن، فأنا ووالدتي نعيش ظروفا قاسية جدا لا يمكن التعبير عنها بالكلام فقط، توقفت كنزة عن الحديث لتنهار بالبكاء وتتنهد قائلة ” دمرت بيوتنا مرتان، الأولى بسبب الزلزال، والثانية بسبب المقاول الذي نصب علينا”.
هؤلاء ليسوا الضحايا الوحيدين، بل يتعلق الأمر بالعشرات، حيث تمكنوا من إيصال أصواتهم للبرلمان، عن طريق سؤال كتابي قدمته النائبة البرلمانية عائشة الكوط، لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، موضحة أن ما تعرض له الأهالي في منطقة الزلزال، من عمليات نصب من طرف بعض المقاولين، وصمة عار، يجب اتخاذ إجراءات صارمة من أجل التحري حول الحدث، واسترداد حقوق المتضرين.
في المقابل، قام وزير الداخلية، برصد وزارته لـ ثلاث مقاولين متورطين في عمليات النصب، حيث أكد أحد المقاولين أنه نصب على أكثر من 14 مستفيدا من دوار تغزوت بجماعة أكدال، و 4 مستفيدين من دوار تنمل بجماعة ثلاث نيعقوب، وتم الكشف عن إلقاء القبض على مقاول آخر من طرف مصالح الدرك الملكي بأيت ملول.