توفيت طفلة بسبب لدغة عقرب أمس السبت بعدما لم تجد مصلا ضد سم العقارب في مستوصف زومي ولا في المستشفى الإقليمي في وزان، لتنقل إلى شفشاون، تطوان ثم طنجة، قبل أن تلفظ أنفاسها. وأعلنت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان بوزان أنها تستعد للضغط على المسؤولين من أجل إيجاد حلول ناجعة وفورية لحماية أرواح المواطنين في المنطقة.
وتلقى المكتب الإقليمي للعصبة بإقليم وزان “ببالغ الأسف” نبأ وفاة الطفلة إنصاف بوحاجة، ذات الأربع سنوات، والتي تتحدر من دوار “الحرشية””، جماعة و قيادة زومي في إقليم وزان جراء تعرضها للسعة عقرب سامة في الساعات الأولى من أول الجمعة، ليتم نقلها إلى المستشفى الإقليمي لوزان. وفي ظل غياب الأمصال المضادة للسموم وعدم توفر هذا المستشفى على غرفة الإنعاش، تم نقلها الى مدينة شفشاون، ومنها إلى مدينة تطوان. ونظرا إلى حالتها الحرجة والمسافات الماراطونية، تمت إحالتها على مدينة طنجة لتفارق الحياة قبل الوصول إلى المستشفى هناك، بعد أن قطعت مئات الكيلومترات بحثا عن العلاج في جل مستشفيات الجهة دون جدوى، ليوارى جثمانها الثرى بمقبرة طنجة”.
واعتبر المكتب اإاقليمي للعصبة، في بيان توصلت جريدة “24 ساعة” بنسخة منه، أن “وفاة هذه الطفلة وأطفال آخرين في جميع ربوع الوطن بهذا الشكل المريع وصمةُ عار على جبين الدولة المغربية وانتهاكٌ صارخ للدستور المغربي والمواثيق الدولية، وخصوصا الحق في الحياة، الذي يعد أقدس الحقوق على الإطلاق”.
وأكدت العصبة المغربية أن “استمرار الوفيات بهذا الشكل المهول، خصوصا بين الأطفال ناتج بالأساس عن غياب الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي مند سنة 2003، والتي كان ينتجها معهد باستور وقامت وزارة الصحة بإيقاف إنتاجها بدعوى عدم فعاليتها وكذلك لأعراضها الجانبية دون إيجاد الحلول البديلة من أجل حماية أرواح المواطنين المغاربة”. واعتبر المكتب أن ادعاءات وزارة الصحة، ومعها الجهات التي أوقفت إنتاج هذه الأمصال، ادعاءات ملتبسة ومظللة وكاذبة”.
وأوضح المكتب أن “تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2009 ربط بين ارتفاع نسبة الوفيات بسبب لسعات العقارب وتوقف إنتاج الأصال سنة 2003، إذ انتقلت من 24 وحالة وفاة إلى 91 في ظرف سنة، أي سنة 2004، وأن المركز الوطني لمحاربة التسممات سجّل ارتفاع نسبة الوفيات بسبب توقف اإتاج الامصال حيث وصلت الى 634 حالة وفاة، 90% منها لدى الأطفال أقل من 15 سنة”.
وأضاف البيان أن منظمة الصحة العالمية أوصت سنة 2007 في مؤتمر دولي بأن على جميع الدول المتضررة من تسممات العقارب والأفاعي أن تنتج وتستعمل محليا الأمصال المضادة لسم العقارب والأفاعي، مع إمكانية الدعم المالي والتقني، مشيرا إلى أن جميع المختبرات الدولية أكدت فعالية هذه الأمصال لمعالجة سموم العقارب والأفاعي وأوصت بالاستمرار في إنتاجها على اعتبار أن أكثر من 20 دولة تنتج هذه الأمصال، التي تبقى فعالة في معالجة التسممات. وأضاف المكتب الإقليمي للعصبة بوزان أنه يطالب وزارة الصحة بتوفير الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي فورا عبر إعادة إنتاج هذه الأمصال من أجل حماية أرواح المواطنين المغاربة، مع توفير الاحتياجات الضرورية للمستشفى الإقليمي بوزان، وغرفة الإنعاش فيه.
وفي تعليقه على الموضوع، اعتبر رئيس المكتب الإقليمي للعصبة المغربية لإقليم وزان، نور الدين عثمان، في تصريح لـ”24 ساعة”، بأن “الدولة التي يموت فيها الأطفال من جراء لسعات العقارب واأافاعي ولا تستطيع أن تحمي أطفالها فهي دولة فاشلة بالتأكيد”.