الرباط-سناء الجدني
دخل طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في الرباط، منذ يوم الإثنين 24 يونيو 2025، في إضراب مفتوح يشمل الدراسة والامتحانات، وذلك على خلفية قرار مفاجئ بهدم السكن الداخلي للطلبة، في إطار مشروع تهيئة بالمنطقة، وسط غياب أي توضيحات رسمية أو بدائل واضحة من قبل إدارة المعهد.
وأفاد مصدر من داخل مكتب الطلبة، في تصريح لـ”24 ساعة”، أن الإضراب جاء بعد مشاورات أولية مع إدارة المعهد، التي “لم تقدم أي حلول عملية أو بدائل ملموسة تضمن حق الطلبة في السكن”، مشيرا إلى أن هذه الخطوة التصعيدية ستترافق مع تنظيم وقفات احتجاجية بداية من يوم الثلاثاء 25 يونيو.
وأضاف المصدر، أن إدارة المؤسسة اكتفت بـ”خطابات عامة دون التطرق إلى جوهر المشكلة أو تقديم التزامات واضحة”، وهو ما دفع الطلبة إلى تصعيد تحركاتهم سعيا لإيصال صوتهم إلى الجهات الوصية، في إشارة إلى السلطات الحكومية المعنية بقطاع التعليم العالي.
الطلبة، الذين عبروا عن غضبهم من القرار، شددوا على أن السكن الجامعي يمثل ضرورة أساسية لاستمرار مسارهم الأكاديمي، واعتبروا أن “حرمانهم منه دون توفير بدائل حقيقية أو تعويضات مناسبة، يعد تهديدا مباشرا لحقهم في التعليم وظروف العيش الكريم”.
وفي ظل هذه التطورات، يطالب المحتجون بعقد اجتماع عاجل مع الجهات المعنية لإيجاد حل سريع يضمن استمرارهم في الدراسة دون اضطرارهم للبحث عن سكن بديل في ظروف صعبة كما تساءلوا عن خلفيات قرار الهدم، حيث أشار أحد الطلبة إلى احتمال ارتباطه بالتحضيرات لكأس العالم 2030، متسائلا: “إذا كان المشروع لا يزال بعيد الأجل، فما المانع من تأجيل الهدم إلى حين إيجاد حل إنساني يراعي مصلحة الطلبة؟”.
كما لفت المتحدث إلى احتمال تخصيص الأرض لمشروع صحي، قائلا: “إذا كان الهدف إقامة مستشفى، فلماذا يتم ذلك على حساب المئات من الطلبة الذين قد يجدون أنفسهم في الشارع؟”.
فيما أكد مستشار جماعي بالرباط أن قرار الهدم مرتبط بمشروع تهيئة حضرية في المنطقة، يستوجب إزالة البنايات الحالية، بما فيها السكن الطلابي.
وفي انتظار مخرج رسمي، يواصل الطلبة تحركاتهم الميدانية، مطالبين بتدخل حكومي عاجل يضع حدا لحالة الغموض، ويوفر لهم ضمانات حقيقية لصون حقهم في الإيواء والتعليم.