الرباط-سناء الجدني
عقد طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في الرباط اجتماعا ثانيا مع إدارة المعهد، سعيا للتوصل إلى حل جذري لمشكلة هدم السكن الداخلي، وذلك على خلفية مشروع إنشاء طريق جديدة تربط بين مقاطعتي أكدال الرياض والسويسي.
وأكد مصدر من بين الطلبة، في تصريح لـ “24 ساعة”، أن الاجتماع انتهى بتأكيد الإدارة على عدم هدم السكن الداخلي الحالي إلى حين إيجاد بديل مناسب غير أن المصدر أوضح أن الإدارة لم تقدم أية ضمانات أو مستندات رسمية تؤكد هذا التعهد، معبرا عن خيبة أمل الطلبة بعد تلقيهم “خطابات فضفاضة” بدل حلول ملموسة.
واشتكى المصدر من غياب الحلول الواقعية، مشيرا إلى التساؤلات التي طرحها الطلبة حول الوضع القانوني للسكن، ولاسيما بخصوص مسطرة نزع الملكية المنصوص عليها في القانون رقم 7.81، والتي تبدو في مراحل متقدمة ولا يمكن إيقافها بسهولة، وهو الأمر الذي لم تتلق طلبة المعهد أجوبة واضحة بشأنه.
وذكر الطالب في حديثه: “لا زلنا نعيش حالة من الغموض والشك، بل وحتى اليأس، بانتظار ترجمة التصريحات الرسمية إلى وثائق وضمانات ملموسة.” وأضاف أن زملاءه يواجهون تهديدا حقيقيا بفقدان سكنهم، في ظل غياب أي حلول بديلة أو آليات تعويض واضحة.
وأكد المصدر أن تصريحات الإدارة لم تصحب بأي توضيح عملي أو زمني، كما لم ترفق بخطة تنفيذ واضحة، ما يجعل الوعود التي قدمتها مجرد تعهدات شفوية لا تطمئن الطلبة كما وصف الاجتماع بأنه لم يكن فرصة حوار حقيقية، مع تعرض الطلبة لمنع التعبير بحرية، وهو ما يتناقض مع مبدأ الشفافية والمشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية.
وقال المكتب النقابي للطلبة، وفق المصدر ذاته، إنه ليس ضد المصلحة العامة، لكنه يرفض “تنفيذ مشاريع على حساب الطالب ودون إشراكه في صنع القرار”.
وفي سياق متصل، دخل طلبة المعهد إضرابا مفتوحا منذ الإثنين 24 يونيو 2025، شمل تعليق الدراسة والامتحانات، احتجاجا على التهديد بهدم سكنهم الداخلي ضمن مشروع تهيئة المنطقة.
وكشفت مصادر من داخل مكتب الطلبة ، أن الإضراب جاء بعد فشل المناقشات الأولية مع إدارة المعهد، والتي لم تقدم أي بدائل أو حلول حقيقية للمشكلة.
وأشار المصدر، إلى أن الطلبة قرروا تصعيد احتجاجاتهم عبر إضراب مفتوح ووقفات احتجاجية، لإيصال صوتهم إلى الجهات الرسمية التي يمتلك المعهد نفوذا عليها، على أمل أن تدفع الوزارة الوصية الإدارة لتوفير ضمانات حقيقية لسكن بديل أو بناء منشآت جديدة تلبي احتياجات الطلبة.
ويطالب الطلبة بعقد لقاءات عاجلة مع المسؤولين وتنظيم فعاليات احتجاجية لتسليط الضوء على قضيتهم، مطالبين بإيجاد حل مستدام يحفظ حقوقهم ويضمن استقرارهم السكني.