24 ساعة-متابعة
تشهد مدينة طنجة خلال شهر رمضان ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المتسولين، الذين يستغلون روح العطاء والتضامن التي تميز هذا الشهر الفضيل. ويتحول التسول إلى نشاط موسمي يدر مداخيل كبيرة على بعض ممتهنيه، حيث تشير التقديرات إلى أن بعض المتسولين يجمعون مبالغ مالية يومية قد تصل إلى آلاف الدراهم. مستغلين تعاطف المواطنين.
وتتركز الظاهرة بشكل لافت عند المساجد الكبرى، مثل مسجد محمد الخامس. حيث يتجمع المتسولون قبل كل صلاة مستخدمين وسائل متعددة لاستدرار العاطفة، كحمل الأطفال أو عرض وصفات طبية قديمة. كما يظهر المتسولون بكثافة عند إشارات المرور. حيث يطرقون نوافذ السيارات حاملين أوراقًا يدّعون أنها تقارير علاجية، مما يسبب إزعاجًا للسائقين وزوار المدينة.
ولا يقتصر التسول على الشوارع والمساجد فقط، بل يمتد إلى الأسواق والمناطق الحيوية التي تشهد ازدحامًا بعد العصر. والمثير للانتباه أن الظاهرة لم تعد مقتصرة على الفئات الهشة، بل أصبح يمارسها شباب أصحاء. يدّعون الحاجة للعودة إلى مدنهم أو العلاج من أمراض غير مرئية.
وحسب مصادر موثوقة، فإن العديد من المتسولين الوافدين إلى طنجة خلال رمضان يأتون من ضواحي المدينة ومن مدن أخرى، حيث يقيمون في نُزل رخيصة لممارسة نشاطهم الموسمي. ورغم الحملات الأمنية المتفرقة، تستمر الظاهرة بلا حلول جذرية. في ظل صعوبة التمييز بين المحتاج الحقيقي والمحتال، مما يجعل شوارع المدينة مسرحًا لمشهد متكرر يصعب القضاء عليه.