24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
في مشهد يثير التساؤلات ويحمل في طياته الكثير من الدلالات، اصطف مواطنون جزائريون في طوابير طويلة بانتظار دورهم للحصول على أضحية عيد الأضحى.
هذه المشاهد، التي تناقلتها وسائل الإعلام وشهود العيان، سرعان ما كذبت الادعاءات التي روج لها النظام الجزائري وحكومته بشأن تخفيف أعباء العيد على الأسر الجزائرية من خلال استيراد مليون رأس من الأغنام، فبين الوعود بتوفير الأضاحي بأسعار معقولة، كشفت التحديات اللوجستية وسوء إدارة عملية التوزيع عن استمرار ارتفاع الأسعار ومعاناة المواطنين.
الواقع المعيشي البئيس مقابل الوعود الحكومية
على الرغم من تصريحات الحكومة حول تسقيف الأسعار والإعفاء من الضرائب لتيسير عملية شراء الأضاحي. يؤكد المربون على أرض الواقع عدم وجود أي تغيير ملموس. بل إنهم يشيرون إلى استمرار الصعوبات التي تواجههم، مما ينعكس سلبًا على الأسعار النهائية التي يتحملها المستهلك.
وفي المقابل، تحذر منظمات حماية المستهلك من أن حالة الفوضى التي تشوب عملية التوزيع. قد تفتح الباب واسعًا أمام المضاربات غير المشروعة، مما يزيد من معاناة الأسر ذات الدخل المحدود.
من جهتها، ترى الفيدرالية الوطنية للمربين أن الحل الجذري لهذه المشكلة يكمن في إعادة بناء الثروة الحيوانية في الجزائر وتوفير الدعم اللازم للمربين المحليين. فهم يرون أن الاعتماد المستمر على الاستيراد. ليس حلاً مستدامًا، بل يزيد من هشاشة السوق ويجعل المواطنين عرضة لتقلبات الأسعار والتحديات اللوجستية المصاحبة لكل عملية استيراد.
طوابير طويلة وأكاذيب لا تنتهي
إن مشاهد الطوابير الطويلة للمواطنين الجزائريين للحصول على أضحية العيد تستحضر في الأذهان صورًا مشابهة لطوابير الحليب والزيت التي عانى منها الجزائريون في فترات سابقة.
هذه المشاهد المتكررة تبعث برسالة واضحة مفادها أن النظام القائم يواجه صعوبات حقيقية في تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين. وأن الخطابات الرسمية التي تتحدث عن “الجزائر القوة الضاربة” وغيرها من الشعارات، تبدو بعيدة كل البعد عن الواقع المعيشي اليومي للكثير من الجزائريين.
إن أزمة أضاحي عيد الأضحى في الجزائر هذا العام تسلط الضوء على فجوة كبيرة بين الوعود الحكومية. والواقع الملموس. إنها دعوة صريحة لإعادة التفكير في السياسات الاقتصادية والاجتماعية. وضرورة تبني حلول مستدامة تضمن للمواطنين حياة كريمة وتلبي احتياجاتهم الأساسية بعيدا عن مشاهد الطوابير والمعاناة.