24 ساعة ـ متابعة
جرى وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة، اليوم الجمعة، عبر تقنية الاتصال المرئي، مباحثات مع نظيره الياباني يوشيماسا هاياشي.
وقد تمحورت هذه المباحثات، حول مستوى وآفاق العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب ما شهدته القمة الأخيرة لـ “تيكاد 8″، المُنعقدة بتونس، يومي 27 و28 غشت 2022، وفق جاء في بيان للدبلوماسية المغربية.
وقالت وزارة الخارجية المغربية إن الوزيران أشادا بمُستوى العلاقات الثنائية الممتازة والقوية التي تربط البلدين، والتي تتميز بالتقدير الكبير وتقارب العلاقات بين الملك محمد السادس، وإمبراطور اليابان، هيرونوميا ناروهيتو.
ومن جانب آخر، أكد الوزير الياباني على “أسف بلاده لغياب المغرب الذي وصفه بـ ‘الشريك الأساسي'”، وجدد تأكيده، على أن اليابان لم تستدعي البوليساريو إلى هذه القمة، وأنه “دعا تونس إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة في هذا الصدد، معتبراً أن هذا الموقف ‘وَاضحٌ’ وهو ما تم التأكيد عليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عَقدهُ في طوكيو”، حسب المصدر ذاته.
ومن جانبه، حمّل رئيس الديبلوماسية المغربية تونس باعتبارها البلد المستضيف لهذه النسخة من “تيكاد”، مسؤولية “الخروقات التي أدت إلى حضور ومشاركة كيان غير مدعو رسميا لهذه القمة، وذلك دون التشاور مع الشريك الياباني، الأمر الذي أثر على النتائج المرجُوَّة من هذه القمة وإشعاعها، باعتبارها منصة لتعزيز الشراكة اليابانية الإفريقية والاحتفاء بها”.
واعتبر بوريطة أن هذه القمة تشكل “منتدى للشراكة والتنمية”، مذكرا بضرورة “تحصينها” من “المناورات السياسية التي تقوم بها بعض الجهات المعروفة”، كما أشاد بـ “حزم وثبات الموقف الذي أبداه الوفد الياباني في تونس” و بالتزام طوكيو باعتبارها أول دولة تطلق منتدى للشراكة مع إفريقيا من أجل “المساهمة في تحقيق تنمية القارة واستقرارها ورفاهية شعوبها”، يوضح البيان.
وتناولت المحادثات فرص التعاون والاستثمار بين الرباط وطوكيو، وهكذا، أعرب يوشيماسا هاياشي، عن التزام السلطات اليابانية بـ “دعم إنشاء شركات يابانية في المملكة المغربية، التي توفر مناخا استثماريا مناسبا وواعدا”، والتزام بلاده بالمساهمة في “التنمية الاجتماعية والاستقرار الاقتصادي وتنمية الكفاءات بالمغرب”.
وفي مستوى العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، أكد الوزيران على أنها “لا ترتقي إلى مستوى إمكانيات وقدرات البلدين”، وهكذا اتفقا على “اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز الترسانة القانونية الكفيلة بتأطير التعاون الثنائي، والتي تميزت هذه السنة بدخول حيز التنفيذ الاتفاقيتين الأساسيتين بشأن الاستثمارات وعدم الازدواج الضريبي”.
وفي السياق نفسه، أبرزت الخارجية المغربية أنه سيتم خلال الأسابيع المقبلة برمجة زيارات رفيعة المستوى للتعريف بفرص الاستثمار في المغرب، بُغيةَ جذب اهتمام المجموعات الاقتصادية اليابانية الكبرى، وأكد بوريطة، لنظيره الياباني على أن المغرب سيمنح التسهيلات اللازمة لجذب الاستثمارات اليابانية إلى المملكة.
وشمل اللقاء محادثات حول التعاون في مجال الأمن الغذائي، خصوصا قطاع الفوسفاط والأسمدة، وتم الاتفاق في هذا الإطار على “الرفع من العلاقات في هذا المجال إلى مستويات عليا لتجاوز تلك العلاقة البسيطة بين الزبون والمورد”، تضيف الوثيقة ذاتها.
ومن حيث برامج التعاون الثلاثي التي تُنفذها الوكالة المغربية للتعاون الدولي والوكالة اليابانية للتعاون الدولي، لصالح البلدان الإفريقية الشريكة، فقد حظيت بترحيب الوزيرين، وتم الاتفاق على دراسة إمكانية توسيع هذا التعاون “ليشمل دولاً جديدة وفي قطاعات أخرى واعدة، لتتماشى مع الأهمية التي يوليها المغرب، وفقا للتعليمات الملكية السامية لإفريقيا وللتعاون جنوب-جنوب، فضلا عن الاهتمام الذي توليه اليابان لعلاقاتها مع القارة الإفريقية”، يضيف بيان الدبلوماسية المغربية.
تأتي المحادثات بين الوزيرين المغربي والياباني، بعد أسبوع من استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للمشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (التيكاد 8)، على إثر ذلك، أعلنت الرباط عدم المشاركة في القمة المنعقدة في تونس أيام 27 و28 غشت، كما استدعت سفيرها في تونس، معتبرة أن ما صدر عن الجمهورية التونسية “موقف عدائي”.
أثناء المؤتمر، ذكّرت اليابان بأنها لا تعترف بكيان البوليساريو، مشيرة إلى أن مشاركة الجبهة الإنفصالية في “تيكاد 8” ليس له أي تأثير على الموقف الياباني.