24 ساعة _ متابعة
تم يوم الاثنين المنصرم بطوكيو تسليط الضوء على ريادة المغرب في مجال حماية التنوع البيولوجي، خلال حفل أقيم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لشجرة الأركان، والذي عرف حضور وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس جامعة الأمم المتحدة، دافيد م. مالون، وأزيد من 90 شخصية من عالم الأعمال، والبحث العلمي، والإعلام.
وبهذه المناسبة أكد سفير المغرب في طوكيو، رشاد بوهلال، الذي ترأس هذا الحفل، أن إعلان الأمم المتحدة 10 ماي يوما عالميا لشجرة الأركان، هو اعتراف على الصعيد الدولي بجهود المملكة في مجال حماية التنوع البيولوجي وتثمين الرأسمال الفلاحي، طبقا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس، مبرزا الجهود التي تبذلها المملكة، من أجل الحماية والنهوض بشجرة الأركان باعتبارها تراثا ثقافيا غير مادي للإنسانية.
ونوه أيضا بوهلال في هذا الصدد، بالتزام جلالة الملك المتواصل لتحسين وتعزيز الدعم للقطاع الفلاحي من خلال وضع مخططات استراتيجية تهدف إلى توطيد المكتسبات في هذا المجال في إطار مخطط المغرب الأخضر، مسلطا الضوء على المشروع الرائد لزراعة 10 آلاف هكتار من شجرة الأركان على مدى ستة سنوات، بغلاف مالي إجمالي بحوالي 50 مليون دولار، بتمويل مشترك من قبل المملكة والصندوق الأخضر للأمم المتحدة من أجل المناخ.
وشدد الدبلوماسي المغربي على أهمية شجرة الأركان في مجال التنمية السوسيو- اقتصادية المحلية، مشيرا إلى أنه إضافة إلى مزاياها في مجالات الطبخ، والتجميل والمستحضرات الطبية، تلعب هذه الشجرة دورا حاسما في حماية البيئة ومكافحة التصحر.
ومن جانبه، أعرب مالون عن تهانئه للمغرب على هذا الاعتراف الدولي، مبرزا أهمية شجر الأركان الذي يعد رافعة سوسيو- اقتصادية والذي يستفيد منه نحو 3 ملايين شخص، ويساهم بشكل خاص في تمكين المرأة.
على صعيد آخر اعتبر رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية اليابان- المغرب، هيروفومي ناكاسوني، أن إعلان 10 ماي يوما عالميا لشجرة الأركان هو اعتراف دولي بريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال حماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية.
وأتيحت أيضا الفرصة لسيناتور الياباني للإشادة بالنموذج التنموي المغربي، الذي لم يغفل عند تحديده استراتيجية للتصنيع واسعة النطاق، تشجيع تحديث القطاع الفلاحي لجعله رافعة سوسيو- اقتصادية رئيسية، مشيرا إلى أن شجرة الأركان تشكل تراثا فلاحيا متجذرا للمغرب وتلعب دورا مهما في التنمية الاجتماعية من خلال خلق أنشطة مدرة للدخل.
من جهته، أشاد وزير الفلاحة السابق، كين سايتو، باستراتيجية المملكة في مجال حماية وتنمية الموارد الفلاحية والبحرية، بفضل التوجيهات السامية لجلالة الملك.
مسجلا بذلك تنويهه بخبرة المغرب في مجال الأمن الغذائي، وخاصة من خلال مخطط المغرب الأخضر، الذي يمثل، بحسبه، نموذجا بالنسبة للبلدان الإفريقية، مشيدا بجودة التعاون بين المغرب واليابان في مجال حماية التنوع البيولوجي، لاسيما من خلال التعاون الأكاديمي والعلمي.
وذكر، في هذا الصدد، ببرنامج “ساتريبس” الذي يهدف إلى تطوير وتثمين الموارد الحيوية مثل شجرة الأركان.
أما يوكو ياسوناغا، مدير مكتب تشجيع الاستثمار والتكنولوجيا، التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، فاعتبر أن تخصيص يوم عالمي لشجرة الأركان يؤكد أهمية الموارد الفلاحية في إحداث وتطوير الصناعات ذات التأثير القوي.
وسلط الضوء على التعاون المثمر بين منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والحكومة المغربية من أجل إحداث فرص تجارية تتعلق باستخراج زيت الأركان واستغلال مشتقاته، مضيفا أن النهوض بالأركان في الصناعات المتعلقة بالتجميل سيستمر في جذب اهتمام المقاولات اليابانية، وسيحفز أيضا التنمية إلى جانب الإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتميز هذا الحفل بمداخلات لعدة شخصيات، بينهم هاروكو هيروز، السفيرة اليابانية السابقة لدى المغرب، والرئيسة الحالية لجمعية الصداقة اليابان- المغرب، وهيروكو إسودا، مديرة التحالف للبحوث حول شمال إفريقيا (أرينا) بجامعة تسوكوبا، والتي ألقت محاضرة حول البحث العلمي الهادف إلى تثمين الأركان.