24 ساعة-عبد الرحيم زياد
غيب الموت الفنان المغربي الكبير محسن جمال، صباح اليوم الاثنين 21 أبريل الجاري. عن سن ناهز 77 عامًا، بعد رحلة طويلة مع المرض، تكللت بعملية جراحية قبل عشرة أيام أدت إلى بتر إحدى قدميه نتيجة مضاعفات صحية.
وترك الراحل، المولود بمدينة طنجة عام 1948، إرثًا فنيًا خالدًا. جعله واحدًا من رواد الأغنية المغربية العصرية. وصوتًا لا يُنسى في ذاكرة عشاق الفن الأصيل.
مسيرة فنية حافلة
ولد محسن جمال في مدينة طنجة، تلك المدينة الساحرة التي مزجت بين عبق التاريخ وتنوع الثقافات. ليبدأ مشواره الفني في فترة كانت فيها الأغنية المغربية تشهد تحولات كبيرة.
تميزت أعمال محسن جمال بالأصالة والحداثة في آن واحد. حيث استطاع أن يمزج بين الإحساس العميق والكلمات الشاعرية والألحان التي تلمس القلوب. كان صوته الدافئ وأسلوبه الفريد بمثابة جسر بين الأجيال، يحمل في طياته قصص الحب والحنين والأمل.
ترك الفنان الراحل بصمة واضحة في الخزانة الفنية المغربية من خلال مجموعة من الأغاني الخالدة التي لا تزال تتردد في الأذهان. من بين هذه الأعمال الرائعة: “الزين في الثلاثين”، “أحلى الأغاني”، “باغي نعرف”، “عربية بنت الخير”، “خيتانة”، و”أحلام الصيف”
هذه الأغاني، بكلماتها البسيطة وألحانها الآسرة، لم تكن مجرد أعمال فنية. بل كانت تعبيرًا عن مشاعر جيل بأكمله، ومرآة عكست جمال الثقافة المغربية وروحها.
رحيل محسن جمال خسارة كبيرة للفن المغربي، يُذكّرنا بأهمية الاحتفاء بأيقوناتنا الفنية في حياتهم، والحفاظ على إرثهم بعد رحيلهم.