24 ساعة – متابعة
دعا عبدالله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إلى تكثيف البحث في الجامعات المغربية لكسر هيمنة النظرة الغربية على البحث العلمي حول الهجرة باعتبارها من بين للقضايا الأساسية للنقاش على المستوى الدولي وما تطرحه من تحديات في مختلف المجتمعات.
وقال عبدالله بوصوف في محاضرته بعنوان “البحث العلمي وقضايا الهجرة” احتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط صباح أمس الأربعاء 30 يونيو 2021 في إطار الدورة التكوينية لفائدة باحثي الدكتوراه في الكلية التابعة لجامعة محمد الخامس، أن قضية الهجرة أصبحت الموضوع الأساسي في النقاشات العمومية الراهنة في الدول الغربية، من بين الملفات الاستراتيجية الحساسة في الأجندة الدولية، وتحظى بمكانة ذات أولوية لدى الأمم المتحدة التي سخرت عدة منظمات دولية وإقليمية للتطرق لمختلف جوانبها، إلى جانب مؤسسات المالية الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
كما أشار بوصوف إلى مجموعة من الأحداث الدولية في الفترة الحالية التي تطرح فيها إشكالية الهجرة والتي يتم التعامل معها وفق نظرة إيديولوجية الغربية ونزعة ذاتية بعيدا عن الحقيقة والتجرد العلمي، والتي تفرضها الأجندات السياسية في وسائل الإعلام على أنها حقائق مطلقة.
وكمثال على ذلك قال بوصوف تصويت البرلمان الأوروبي مؤخرا على قرار ضد المغرب بسبب عبور مجموعة من الأشخاص إلى مدينة سبتة؛ القرار الذي ذهب إلى اتهام المغرب بتسخير الهجرة كورقة سياسية لا يمكن فهمه إلا بالتوقف على مكونات البرلمان الأوروبي الذي أصبح اليمين المتطرف يلعب فيه دورا مهما ويؤثر على قراراته التي تكون أحيانا متناقضة مع مواقفه المبدئية.
كما وصف المتحدث ذاته اعتبار مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين حدودا أوروبية يتناقض، مع إحدى أطروحات اليمين المتطرف بصفة عامة والتي تتبنى السيادة الوطنية للدولة وترفض السيادة الاوروبية المشتركة على الدولة الوطنية، كما أن طبيعة الهجرة كظاهرة مجتمعية عالمية يجعلها غير قابلة للتحكم من طرف هذا البلد أو ذاك بل مرتبطة بقرارات فردية، وأبرز الطابع الانتقائي في التعامل مع ظاهرة الهجرة في الدول الغربية في مجال البحث العلمي وإسهامات الهجرة الإفريقية والمغاربية تحديدا في الدول الأوروبية، والتي ساهمت أيضا في تحرير أوروبا، عبر موجات من المهاجرين المتطوعين في الجيوش الفرنسية لمحاربة الفاشية والنازية دفاعا عن المبادئ الأوروبية الحالية. وهي الإسهامات التي لا تحظى بالاهتمام اللازم في البحث العلمي في هذه الدول، أو يتم التعامل مع هذه الذاكرة التاريخية من وجهة نظر إيديولوجية غربية، يقول بوصوف وهو الأمر الذي يتطلب من الباحثين في المغرب وفي دول الجنوب عموما “النبش في هذه المواضيع والبحث عن المداخل الأخرى التي تم طمسها واختفت معها مساهمات الهجرة المغاربية في الحرب العالمية الثانية أو قبلها”.
وانتقد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عدم إيلاء الاهتمام الكافي للبحث في شؤون الهجرة في دول الجنوب المصدرة للهجرة، حيث قال أن أكثر من 85 في المائة من البحوث العلمية حول الهجرة تقام في الشمال ولا تخلو جامعة أوروبية من مركز بحث او متخصصين في الهجرة في جميع تشعباتها مما يعكس الاهتمام المكثف لدراسة الهجرة، لكن هذا البحث تؤطره أجندات مجتمعية تخدم مصالح استراتيجية للدول؛ داعيا إلى تكثيف البحث والاستقصاء من أجل فهم الهجرة وبناء معرفة خاصة بدول الجنوب حول الهجرة ستحدد مستقبلنا لأنها ستساعد في بلورة سياسات عمومية تجيب على الانتحارات وتجيب على الأسئلة العميقة.