اعتبر المحلل السياسي عبد الباري عطوان أن استقالة إلياس العماري، قبل أيام، من رئاسة حزب الأصالة والمعاصرة، واحد من أهمّ الأحداث التي شهدتها الساحة السياسية في المغرب مؤخرا.
وربط الكاتب، الذي يُعرَف بأنه “صديق للمغرب”، بين الضّدين في شخص كل من العماري وبن كيران، موضحاً أنه بالرغم من اختلافهما وتنافرهما من حيث المرجعية والتوجهات السياسية، فإن ما يجمعهما هو “العداء” المتأصل لرئيس حزب الأحرار، عزيز أخنوش.
وأشار عطوان إلى أنّ ارتفاع أسهم أخنوش، باعتباره “مقرباً جدا” من القصر، ربّما كان سبباً، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في “إبعاد” طَرَفَي النقيض بن كيران وإلياس العماري عن حلبة الصراع السياسي في المملكة.
وزاد المتحدث ذاته موضحا أنه لم يقتنع بجواب العماري بعد أن سأله مباشَرة عن سبب تقديمه استقالته من على رأس الأمانة العامة لـ”البام” (مبقيا على كامل صلاحياته كرئيس لجهة طنجة -الحسيمة -تطوان، بما تمثله هذه الجهة من ثِقل سياسي في شمال المغرب). وقال عطوان إنّ العماري “راوغ وتمنّع واختار كلماته بعناية” وهو يجيب عن سؤاله، مبررا استقالته بأنه “يريد أن يكون حرا طليقا، دون قيود الزعامة الحزبية، وأن الملك محمد السادس انتقد -في خطاب العرش الأخير- قادة الأحزاب “المزمنين”، ودورهم في الركود السياسي الحاصل، وبأنه إنّما أراد باستقالته من زعامة الحزب أن يقدّم المثل والقدوة ويفسح المجال للآخرين”.
في المقابل، أرجع عطوان استقالة العماري إلى كونه “خسر دوره في اللعبة السياسية المغربية بعد فشل حزبه في الحصول على المرتبة الأولى في انتخابات أكتوبر 2016، وعجزه عن إلحاق الهزيمة بغريمه بن كيران، وبالتالي بحزبه”، مشددا على أنّ بين المغاربة ممّن تحدّث إليهم من يجزمون، بأن “عجز إلياس العماري عن السيطرة على “حراك” في الحسيمة والريف عموما هو السبب الحقيقي الذي عكّر صفو علاقاته مع عاهل البلاد ومع وصديقه عالي الهمة، رجل القصر القوي”، بتعبيره.