24 ساعة – متابعة
قال الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية عبد الفتاح نعوم، إن “التعاون الأمني المغربي الأمريكي هو واحد من المؤشرات الكثيرة التي تدل على صلابة وعمق وقوة العلاقات بين البلدين، فالموضوع الأمني، وخصوصا الشق المتعلق بمكافحة الإرهاب معروف أنه أهم وجه للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه افريقيا وشمال افريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية تبني تحالفاتها مع الشركاء في المسألة الأمنية، على عدة مؤشرات منها مؤشر قوة الأجهزة الأمنية واحترافيتها العالية ومهنيتها، ونجاعة أساليبها في مكافحة الإرهاب”.
وأضاف المحلل السياسي في تصريح لجريدة “24ساعة” الإلكترونية، حول المعلومة التي قدمها المغرب للولايات المتحدة بخصوص الجندي الأمريكي الذي اعتنق الفكر المتطرف، وكان يعتزم القيام بعملية إرهابية داخل الأراضي الأمريكية، أن “المغرب حليف أمني موثوق به، وعملية الكشف التي قام بها المغرب من خلال كشف الجندي، تعتبر عملية دقيقة ونوعية، وتحقيقها في هذا التوقيت، تبين أن الإدارة الجديدة متمسكة كما سابقاتها، بالتحالف الاستراتيجي الأمريكي المغربي، الذي يمس كما قلت عدة محاور، وعلى رأسها الأمني، إضافة للمحور الإقتصادي الذي باشرته الولايات المتحدة الأمريكية الآن، من بوابة الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وتأسيس قنصلية خاصة بها، والاستثمارات الاقتصادية المعلن عنها من مدينة الداخلة المغربية”.
وخلص نعوم إلى أن “السياسة الأمنية المغربية، وما أظهرته من نجاعة في مكافحة مجموعة من الظواهر، كالإرهاب والتطرف، وغسيل الأموال، فأضحى حاجة عالمية باعتبار بشاعة وشناعة وخطورة هذه الجرائم، أو بالنظر إلى موقع المغرب وأهميته كحاجز يمنع تسرب هذه الإشكالات نحو مختلف دول العالم، بل ويقدم خبرته وإمكانياته لخدمة الإنسان، وعمل المغرب اليوم ليس عملا تقنيا فقط، أو أمنيا صرفا، بل هو عمل أخلاقي وإنساني وهناك تفوق اخلاقي كبير للمؤسسة الأمنية، وهو مايجعلها تقدم خدماتها وقدراتها وامكانياتها للإنسانية جمعاء، دون التفريق بين المواطنين المغاربة أو مواطني بلدان أخرى، فهي تساعد عددا كبيرا من البلدان، وأعتقد أن هذا العنصر اشتغلت عليه الإدارة الأمنية المغربية لسنوات، وهو ماجعلها مؤسسة أمنية إنسانية عالمية بكل المقاييس”.