وجه الدبلوماسي السابق عبد القادر الشاوي انتقادات لاذعة إلى الدبلوماسية المغربية في السنوات الأخيرة، حيث وصفها بالجمود والعجز لأسباب أوردها في حوار مع مجلة “نساء من المغرب”حيث تحدث عن تجربته كدبلوماسي وأديب، وتنشره صحيفة” 24 ساعة” الإلكترونية على حلقات.
الحلقة الأولى
حاورته : خديجة سبيل
قال عبد الشاوي ان التجربة الدبلوماسية في المغرب في السنوات الأخيرة، بصرف النظر عن طبيعة الدبلوماسي ومستواه والأدوار التي من الممكن أن يقوم بها أو أن يلعبها، مُحْبِطة في كثير من فصولها السياسية والإعلامية والإدارية كذلك. وهي في علاقة بالسؤال غير مفيدة على أي نحو من الإفادة لأي كاتب أو مبدع أو مثقف بسبب طابعها البيروقراطي وأساليبها الانتهازية وخواء مضمون عملها وأوهام العاملين فيها في علاقة بالترقيات والعمل في الخارج وسوى ذلك. ويعود ذلك في حسب قول عبد القادر الشاوي إلى بعض العوامل المتداخلة التي يمكن شرحها على النحو التالي:
– طبيعة الدبلوماسية المغربية القائمة على الحدس والمحكومة بالتكتم (ومن يريد أن يتكلم عن سيادة وزارة الخارجية لا بد أن يضع ذلك في الاعتبار… لأن الأمر يرتبط بمفوم للسيادة ليس له قياس ويسيئ للسيادة نفسها على فرض أنها ضرورية).
– البنية الإدارية الهرمية المغلقة نسبيا التي تكرس الانتظارية والزبونية والولاء بالإضافة إلى مختلف مظاهر العجز والاتكالية فضلا عن أشكال بدائية لبيروقراطية تقليدية تكرس الجمود.
– والأهم من ذلك أن (الخارجية المغربية) ليس لها ذلك المضمون الفعلي المرتجى على مستوى الخطاب والمصطلحات والاستراتيجيا التي بها جميعا يستطيع المغرب، من خلال رؤية ترتبط بمصالحة الوطنية وتحالفاته الدولية واختياراته أيضا، أن يتموقع هنا وهناك كما هو الحال بالنسبة للبلدان التي تتميز بدبلوماسية دينامكية على الصعيد العالمي تجني بها كثيرا من الفوائد السياسية والاقتصادية.
وأضاف، عبد القادر الشاوي ولهذا تجد الدبلوماسي المغربي رهين هذه الوضعية الشاذة عاجزا في معظم الأحيان عن المبادرة والفعل وتنفيذ المهام المنوطة به، أما إذا أضفنا إليها قلة الإمكانيات المادية والخصاص، ومنها الإهمال المتعمد للإنفاق على الدبلوماسية الثقافية (أو ما يمكن تسميته بذلك) فالأمر قد يدعو إلى اليأس من حدوث التغيير المطلوب والعاجل لكي يدشن المغرب عهده الجديد بالدينامكية والفعالية والحضور، ولكي يكون الدفاع عن القضايا والمصالح الوطنية وفق سياسة راشدة مجديا، والوقوف إلى جانب القضايا العادلة على الصعيد الدولي باعثا على كسب بعض التحديات والرهانات.
ينشر بالإتفاق مع مجلة “نساء في المغرب”