الرباط-متابعة
إن الارتباط الوجداني لمغاربة العالم أينما كانوا بوطنهم الأم يفرض على سياسة المملكة المغربية جعل الملايين من مغاربة العالم في قلب اهتمام وعناية بلدهم الأصلي، سواء عبر التفكير في الرفع من الخدمات المقدمة إليهم، أو وضع التشريعات الملائمة للحفاظ على حقوقهم وضمان مواطنتهم الكاملة، وكذا إشراكهم في مختلف أوراش التنمية عبر الاستفادة من خبراتهم المتراكمة في ميادين اشتغالهم وفتح الآفاق الاستثمار في بلدهم الأم وتبسيط المساطر الإدارية أمامهم.
وعلاقة بالموضوع، وبهدف التطرق لقضايا مغاربة العالم على ضوء اليوم الوطني للمهاجر، استضافت قناة المغربية في إطار برنامج “لقاء المغربية” يوم الخميس الماضي 10 غشت عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، حيث تمحو النقاش حول المواضيع المتعلقة بسيرورة عملية مرحبا 2023 والتحديات التي يواجهها مغاربة العالم في الشأن الإداري والاقتصادي.
وفي كلمة له في الموضوع، قال عبد الله بوصوف أن عملية مرحبا متفردة من ابتكار مغربي وليس من السهل ضمان عبور أزيد من مليوني شخص في مدة زمنية محددة بسلاسة.
ولنجاح هذه العملية وضمان سيرورتها ونجاحها، أكد المتحدث ذاته، أنه يتم تجنيد جميع إمكانات الدولة المغربية تحت إشراف مؤسسة مؤسسة محمد الخامس للتضامن وتسخر موارد بشرية من أطقم تتعلق بالمساعدة الاجتماعية والتنمية والأطقم الأمنية أيضا من أجل ضمان السير الحسن لعملية العبور.
وحول جدل ارتفاع أثمنة تذاكر النقل الجوي والبحري، صرح الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أنه يجب على المؤسسات التي تشرف على النقل البحري والجوي والوزارة الوصية أن تعمل على أن تكون الأسعار معقولة كما هو الشأن بالنسبة لأرباب المؤسسات الفندقية.
مسألة التذاكر تطرق لها وزير النقل واللوجستيك محمد عبد الجليل، في وقت سابق خلال سؤال وجه له حول “الإعداد لموسم عودة مغاربة العالم”، تقدمت به مجموعة العدالة الاجتماعية، حيث أوضح الوزير أنها عرفت ارتفاعا مهما على المستوى العالمي مقارنة مع سنة 2019 نتيجة للتضخم الذي يعيشه العالم، مبرزا أن الوزارة عملت مؤخرا على حث الشركات البحرية الوطنية والأجنبية على خفض تعريفاتها الخاصة بعملية العبور، “إذ استجابت مجموعة من الشركات التي عرضت تخفيضات تفضيلية على أثمنة التذاكر بلغت 25 في المائة”.
وبالعودة إلى كلمة الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، شدد على الأخذ بالمبادرة الملكية الرامية لتسهيل عملية نقل رعاياه المغاربة من مختلف قارات العالم خصوصا أوروبا صوب المغرب، من أجل قضاء عطلتهم الصيفية رفقة عائلاتهم وخفض أثمنة التذاكر الجوية والبحرية لضمان رجوع أكبر قدر ممكن من الجالية المغربية.
وفي الختام، أشار بوصوف إلى الخلاصة التي توصل بها، في الكتاب الذي أصدره تحت عنوان “تمغربيت” قائلا أن تمغربيت هي مجموعة من القيم والتراكمات التاريخية ولايمكن الحديث عن مشروع مجتمعي دون الاستناد على القيم المغربية الراسخة والمتفردة والإنسانية.
وسجل المتحدث ذاته، أن مشاركة مغاربة العالم والمغرب في مونديال قطر أظهر هاته القيم المغربية لأنها استطاعت العمل على توحيد القيم التي تربط اللاعبين المغاربة بأمهاتهم وهذا ما أذهل العديد من المحللين الرياضيين والمثقفين في المجتمعات الغربية والشعب المغربي أظهر عن حس حضاري والانتماء الإنساني من خلال القيم المغربية.