الرباط-أسامة بلفقير
تُعد الطماطم من أكثر المحاصيل استهلاكًا للمياه في المغرب، وتُشكل منطقة سوس، مصدرا كبيرا يُزود أوروبا، وخاصة المتاجر الكبرى الفرنسية ، بهذا المنتج الحيوي.
ولكن، تُخفي هذه الصورة الجميلة كارثة بيئية تلوح في الأفق، فالمياه التي تُستخدم لري هذه الطماطم تُستنزف من باطن الأرض بوتيرة مُقلقة، مما يُهدد بِنفادها في المستقبل القريب. وفق ما كشف تحقيق مصور لصحيفة ”لوموند أفريك” الفرنسية.
وكشفت الصحيفة الفرنسية البارزة في تحقيق مُفصل بعنوان “الوجه الخفي للطماطم المغربية”، عن حجم الكارثة البيئية التي تواجهها منطقة سوس.
ووفقًا للصحيفة، فإن إنتاج كيلوغرام واحد من الطماطم يتطلب 214 لترًا من الماء، وهذا الرقم يُعطي فكرة عن الكميات الهائلة من المياه التي تُستهلكها البيوت البلاستيكية في أكادير.
وتتعرض منطقة سوس منذ عام 2015 إلى قلة هطول الأمطار، حيث لم تتجاوز كمية الأمطار 100 ملم في عام 2023. كما انخفض منسوب سد يوسف بن تاشفين، الذي كان يُستخدم لري 20 ألف هكتار من الدفيئات، إلى 12% فقط في ماي 2024.
وكشف التحقيق أن منطقة اشتوكة آيت باها، المعروفة بكونها “بستاني السوق في أوروبا”، تواجه تحديًا كبيرًا في ظل نقص المياه.
وتُحاول الحكومة المغربية، وفق تحقيق الصحيفة المصور، حل هذه المعادلة المستحيلة من خلال اتباع بعض الخطوات، مثل: ترشيد استهلاك المياه، حيث تُشجع الحكومة على استخدام تقنيات ري أكثر كفاءة، مثل الري بالتنقيط، لتقليل كمية المياه المُستخدمة في الزراعة. وأيضا البحث عن مصادر جديدة للمياه، مثل تحلية مياه البحر، لتلبية احتياجات قطاع الزراعة.
على الرغم من الجهود المبذولة، يكشف التحقيق أن مستقبل منطقة سوس غامضًا. فإذا استمرت أزمة المياه في تفاقم، فقد تُضطر المغرب إلى تقليل إنتاجها من الطماطم، مما قد يُؤدي إلى ارتفاع الأسعار وفقدان الوظائف.