الرباط-قمر خائف الله
يتوافد عشرات المشاهير من العالم على المغرب سنويا لقضاء عطلتهم الصيفية، خاصة في مدن مراكش وفاس وطنجة وتطوان، وهي المدن السياحية التي تعد قبلة لمشاهير الفن والسياسة والرياضة من العالم، خصوصا عروس الشمال طنجة التي تتميز بنقاء هوائها وهدوئها.
ويرجع إقبال السياح على مدينة عروس الشمال المغربية، كونها تثير إعجاب مشاهير الفن والكرة والغناء والسياسة، نظراً لخصوصيتها المناخية والاجتماعية والثقافية، وتاريخها العريق الغني، وارتباطها بأسماء تاريخية لرجال تركوا بصمات عبر التاريخ في كل المجالات.
ومن أبرز ما يميز هذه المدينة ويجعلها قبلة للمشاهير من مختلف الجنسيات فضاءاتها الشهيرة وسط المدينة كسور المعاكيز أو “المعكازين”، حيث يقع هذا السور في أهم شارع في طنجة، وتعددت الأساطير حول سر تسمية هذا السور باسم سور المعاكيز الذي توجد فيه مدافع قديمة.
إلى جانب مواقعها الأثرية، تتقدم مدينة عروس الشمال القارة الأفريقية لتكون أول مدينة تلامس أوروبا ولا يفصلها عنها سوى كيلومترات قليلة، حتى أن المتأمل يستطيع أن يشاهد حركة السيارات وسطوح المباني في إسبانيا انطلاقا منها.
هي مدينة ليست كباقي المدن بالمملكة تعرف بآساطيرها التي ترجع بالزائر إلى حقب زمنية متفرقة، حيث نسجت حولها الكثيرة من الحكايات الجميلة والهادئة، كما ارتبطت بأسماء أعلام مغاربة ومن كل العالم، ولا يمكن الحديث عن عاصمة البوغاز بدون أن تقف شامخة ذكرى ابن بطوطة، الرحالة العربي الأشهر.
وإستقبلت طنجة خلال الأسابيع الأخيرة عدد من المشاهير ونجوم الفن والرياضة والسياسة وغيرها، على غرار الرئيس الإسباني بيذرو سانشيز الذي جعلها وجهة الثانية بعد مدينة مراكش، لقضاء عطلته الصيفية والإستمتاع بهدوء وسحر الطبيعة رفقة عائلته.
إلى جانب هذا أشارت أسبوعية “جون افريك” أن الأميرة لالة حصة، نجلة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، جعلت من عروس الشمال قبلتها الصيفية لهذه السنة، حيث اعتادت الأميرة السعودية على قضاء عطلتها منذ سنوات طفولتها في مدينة طنجة، التي تعتبر الوجهة المفضلة لأفراد العائلة الملكية.
بالإضافة إلى خبر قدوم الأميرة السعودية إلى المدينة، أشارت “جون آفريك” أن عروس الشمال”، كانت مكانًا لقضاء إجازة الملك فهد (الذي توفي عام 2005)، وما تزال الوجهة المفضلة للملك سلمان الذي يمتلك قصرا يطل على حافة المحيط الأطلسي.
جذبت هذه المدينة المعروفة بنقائها وبحورها الزرقاء، الممثلة الفرنسية الأمريكية أرييل دومباسل، زوجة مصمم الأزياء الشهير برنار هنري ليفي، حيث يتوفران على إقامة فاخرة تطل من مرتفعات “القصبة” على مضيق جبل طارق، وتنقل الممثلة المذكورة لمعجبيها لقطات ومشاهد انطلاقا من حديقتها الغناء.
هذه المدينة الساحرة التي تأسست سنة 1320 قبل الميلاد، تغطي مساحة تبلغ 124 كيلومترا مربعا، وترتفع عن سطح البحر مئة وخمسةً وأربعين كيلومتر، أما ألقابها فعديدة مثل جاذبيتها، فمن عاصمة البوغاز إلى عروس الشمال وطنجة العالية وغيرها من الأسماء التي تترجم العشق لها.
من أشهر معالمها الطبيعية مغارة هرقل التي شاء لها تصريف الرياح وتوارد مياه البحر عليها أن تتشكل مثل خريطة أفريقيا، لتجسد المدينة بالفعل وصفها من كونها بوابة أوروبا نحو أفريقيا وأيضا بوابة أفريقيا نحو أوروبا.
هي المدينة التي تجاور جبل طارق، ويعتبر ريحها مزيج بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، جوها معتدل في الصيف كما في الشتاء، يتكيف مع تقلبات الطقس، لا هو بالبارد جدا ولا بالساخن جدا، فالرياح تهب عليها من كل النواحي من المحيط الأطلسي والأبيض المتوسط، وهو ما لا يستطيع السياح عبر العالم مقاومته.
تحتوي على عدد متنوّع من التضاريس التي تتمثّلُ في الهضاب كهضبة مرشات، والسواحل الساحليّة كساحل البحر الأبيض المتوسّط، وساحل المحيط الأطلسيّ، والخلجان كالخليج الكبير، والبحيرات كبحيرة سيدي قاسم، والوديان كوادي الملاح، ووادي الشط، والجبال كالجبل الكبير، والغابات كغابة الرميلات، وغابة مسنانة.