أعرب المغرب والباراغواي عن عزمهما تعزيز علاقاتهما الثنائية و إعطائها دينامية جديدة، وذلك في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة.
وجاء هذا التأكيد في بيان مشترك صدر في أعقاب اختتام الدورة الأولى للمشاورات السياسية بين الباراغواي والمغرب، والتي ترأست أشغالها، أول أمس الجمعة بأسونسيون، عن الجانب المغربي كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيدة منية بوستة وعن الجانب الباراغواياني نائب وزير الخارجية، هوغو ساغيير كاباييرو.
وأعرب البلدان عن التزامهما بمواصلة تعزيز الإجراءات التي تمكن من توطيد و تعميق علاقات الصداقة العريقة بين جمهورية الباراغواي والمملكة المغربية، كما أبرزا القيم والمبادئ المشتركة بين البلدين والمتعلقة بالنظام الديمقراطي وسيادة القانون والقانون الدولي وحقوق الإنسان، و حماية البيئة، ومكافحة الفقر و الجرائم العابرة للحدود.
ومن أجل تعزيز أكبر للعلاقات الثنائية، فقد اتفق البلدان على تكثيف الاجتماعات رفيعة المستوى من أجل تنزيل الاتفاقيات الموقعة وتعزيز الإجراءات من خلال الآليات المؤسساتية التي أحدثت لهذا الغرض.
وفي المجال الاقتصادي والتجاري، وبالنظر إلى مكانة الباراغواي في السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور) و مكانة المغرب في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، أعرب الجانبان عن اهتمامهما بدعم دينامية جديدة للاستفادة من المزايا والمؤهلات التي يتوفر عليها البلدان من أجل توسيع وتنويع التجارة واستكشاف إمكانيات الاستثمار من خلال إنشاء منصات إنتاجية تسهل الولوج إلى الأسواق المتواجدة بمنطقة البلدين.
كما نص البيان المشترك على التقريب بين الفاعلين الاقتصاديين من خلال البعثات التجارية، وإعداد خارطة طريق بأولويات محددة، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على دراسة إمكانية الشروع في تعاون مثمر في مجالات تعاون تهم بالأساس الصناعة التقليدية والنقل والخدمات اللوجستية.
وتم أيضا الاتفاق على أهمية تعميق التعارف بين المجتمعين من خلال تعزيز السياحة والتبادل الثقافي. ولهذه الغاية، سيتم الترويج لمشاريع مشتركة مثل المعارض والمؤتمرات وغيرها من الأنشطة التي تشمل مؤسسات القطاعين العام والخاص.
و بخصوص القضية الوطنية، أكد البيان أن الباراغواي تدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء، أخذا بالاعتبار مبدأ السيادة و الوحدة الترابية للمملكة.
و من ناحية أخرى، اتفق الجانبان على عقد اجتماع لجنة التعاون المشتركة العام المقبل، وتنظيم الاجتماع الثاني للمشاورات السياسية بالرباط في موعد سيحدد لاحقا.
وعلى صعيد آخر، تم تبادل وجهات النظر بشأن الوضع الجيو سياسي الراهن على المستوى الإقليمي والدولي، خاصة في ما يتعلق بالتكتلات الاقتصادية والسياسية التي يسجل فيها البلدان حضورا قويا.
وشكل هذا اللقاء التشاوري الأول من نوعه مناسبة سلط فيا الجانبان الضوء على مختلف أوجه العلاقات القائمة بين الرباط وأسونسيون في مختلف المجالات، لا سيما في شقها السياسي والاقتصادي والثقافي، وذلك بهدف تعزيز روابط التعاون بينهما بما يخدم مصالح شعبي البلدين.