محمد الشمسي
نجح المغرب في إدارة معركة الخير والشر بينه وبين جنرالات الجزائر فقد ظل المغرب يواجه شرورهم بخيره وفضله، وكلما تطرفت الجنرالات وتمادت و رمت المملكة الشريفة بجهالة خاطبهم المغرب سلاما، حتى إذا أسرف العساكر على أنفسهم وقنطوا من الرحمة المغربية قرروا الهروب من بيت “جوار بمعروف”، والتقوقع داخل الثكنات وعلى الأنفس كما تفعل الأفاعي المجلجلة ذات السم القاتل، فصدحوا بقطع علاقتهم مع المغرب وكأن تلك العلاقة كانت متصلة ملتئمة مستمرة حلوة طيبة.
كنت من الداعين ليس فقط الى قطع تلك العلاقة بل الى بناء جدار سميك طويل عريض أعظم من صور الصين العظيم يفصل بين المغرب و الجزائر مادامت الجزائر الشقيقة تحت احتلال الكابرانات والضباط والجنرالات…”اللي ضرقك بخيط ضرقو بحايط” و”الباب اللي يجيك منو الريح….” ، وحين يستعيد الشعب الجزائري الشقيق حريته واستقلاله سيكون لنا شرف هدم الجدار.
لم يأتنا من الجزائر منذ ستينيات القرن الماضي غير المآسي والفواجع والمكاره والمحن والنكبات، فقبل الانقلاب على بن بلة ظل المغرب مثل “ولد ضرة الجزائر” لا يطيقه حكامهما، وبعد استيلاء العسكر على السلطة بقيادة الملازم بوخروبة المسمى على الأوراق هواري بومدين وضعوا لهم عقيدة تقول “إضعاف المغرب مقدم على تقوية الجزائر”، فغرروا بشبان مغاربة وحرضوهم ضد وطنهم، وأوهموهم بدولة وقيادة، والبقية يعرفها الجميع.
جدد الملك اليد الممدودة للجزائر في خطاب العرش، وعرض عليهم فتح الحدود ثم دعمهم في إخماد حرائق القبايل، وسرعان ما هاجوا وماجوا وسعروا وعضوا اليد الممدودة كما تفعل الكلاب الغدورة، وذهب خيالهم إلى اتهام المغرب بإضرام نيران القبايل، وفي خطاب ثورة الملك والشعب مد الملك يد الصلح لإسبانيا فهرع الإسبان وخلفهم الاتحاد الأوربي يرحبون ويهللون للعرض المغربي، ويا للمفارقة، تعرض سلما على أخيك في التاريخ والعقيدة والجغرافية والدم والمصير المشترك فيخدشك مثل هر مسعور، وتعرضها على جار لك تجمعك به فقط المصالح فيقبل بها فرحا سعيدا …
لذلك نقول لتبون ولشنقريحة “قطعتم المقطوع، وقطعتم ما كنتم كل يوم تقطعون، أرحتمونا من غلكم وحقدكم فلا ندم ولا أسف على قراركم وأنتم تلوذون من ساحة السلم وترتمون في حضن الكراهية والأكاذيب والبهتان”…
نقول لهم “الماء والشطابة” ليس فقط لقاع البحر ، بل لقاع المحيط الأطلسي حتى، لا خير يرجى منكم لأنكم تسبحون في مستنقع الضغينة والمعاداة والانتقام والكره لكل ما هو مغربي، الآن وقد أعلنتم طلاقا فليكن بائنا و”الأسرع في خيولكم اركبوه”…
بقي فقط الإشارة إلى أنه يتعين بخصوص الأراضي المغربية التي ضمها الاستعمار الفرنسي للأراضي الجزائرية خلال عهد الاحتلال فيتعين وضع طلب استردادها لدى الأمم المتحدة دون الحديث عن أن كل الجزائر كانت يوما ضمن الامبراطورية المغربية الشريفة، وحسبنا التاريخ..