24 ساعة – متابعة
أعرب عدد كبير من المسلمين عن خيبة أملهم إثر قرار السعودية إقامة الحج بعدد محدود هذا العام، لكن معظمهم أكدوا تفهمهم لهذا القرار مع سعي السعودية لمنع تفشٍ كبير لفيروس كورونا المستجد.
وأعلنت الرياض أمس الاثنين (22 يونيو 2020) أن الحج هذا العام سيقام بعدد “محدود جداً” وسيضم فقط المقيمين في البلاد أصلاً. بينما أضاف محمد بنتن وزير الحج السعودي اليوم (الثلاثاء 23 يونيو ) أنه سيتم السماح “لنحو ألف” شخص بأداء المناسك هذا العام. وتابع في مؤتمر صحفي: “لا زلنا في مرحلة المراجعة، قد تكون ألف أو أقل أو أكثر بقليل” موضحا “لا نتوقع عشرات الآلاف ولا نتوقع مئات الآلاف”.
ألف حاج فقط
من جانبه، أعلن وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة في المؤتمر ذاته أن الحج سيقتصر هذا العام على من هم دون 65 عاما ولا يعانون من أي مرض مزمن. وأوضح المسوؤلان أن الحجاج سيخضعون لفحص فيروس كورونا المستجد قبل وصولهم إلى مكة المكرمة، وسيطلب منهم الحجر المنزلي بعد عودتهم من أداء الفريضة.
ولم يوضح بنتن آلية اختيار الحجاج، ولكنه أشار إلى أنه تمّ التواصل مع “جميع البعثات الدبلوماسية الموجودة في المملكة لمعرفة الأعداد من الإخوة غير السعوديين والمقيمين في المملكة العربية السعودية والتي تنطبق عليهم الشروط الصحية التي حددتها وزارة الصحة وفي ذلك الوقت يتم تحديد العدد”.
يذكر أن عدد الإصابات في المملكة تجاوز 160 ألف مصاب، بينما توفي 1307 شخص، وسط ارتفاع لمجموع الإصابات خلال الأسبوعين الماضيين، بينما تمتلئ أسرة العناية المركزة بشكل سريع مع تزايد أعداد المصابين بين العاملين في المجال الصحي، وفق تقارير إعلامية.
حسرة وتفهم
وانتظرت السعودية طويلا للإعلان عن قرارها بخصوص موسم الحج، بينما ألغت العديد من الدول خطط مشاركة مواطنيها لموسم هذا العام. وجاء الإعلان جاء مخيباً للآمال رغم ذلك بالنسبة للمسلمين الذين يدفعون مبالغ كبيرة وينتظرون لوقت طويل للتمكن من أداء هذه الفريضة.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن مجموعة تمثل 250 شركة لتنظيم الحج في إندونيسيا، تفهمها لهذا القرار نظرا لخطورة الوباء الذي لا يزال في ذروته. كذلك الشأن بالنسبة لحسين تسليم مدير مجموعة تمثل وكالات الحج البنغلادشية، الذي قال إن “الكثير من الناس يشعرون بحزن شديد” من القرار، لكنه “كان القرار الأفضل”.
وموسم الحج هو أكبر تجمع بشري يشهده العالم كل سنة، وهي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي لا يشارك فيها مسلمون من خارج المملكة في أداء الفريضة التي شارك بها 2,5 مليون شخص العام الماضي. وتمكنت السعودية في السابق من تنظيم الحج خلال تفشي وباء “ايبولا” وأمراض اخرى.
مطالب بمجلس دولي يدير أمور الحج
في المقابل، انتقد محمد عزمي عبد الحميد من المجلس الاستشاري للجمعيات الإسلامية الخيرية بماليزيا، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية، عدم إقدام المملكة العربية السعودية على إشراك الدول الإسلامية كافة “بقرار جماعي” بشأن الحج. وقال لفرانس برس “حان الوقت لأن يدير مجلس دولي يمثل الدول الإسلامية (المواقع المقدسة في مكة والمدينة)”.
وتسلّط طريقة إدارة المملكة العربية السعودية للأزمة الضوء أيضًا على دور حكّامها بصفتهم الأوصياء على الأماكن المقدسة الأمر الذي منحهم على مدى عقود طويلة نفوذا سياسيا كبيرا.
ويعد إلغاء الحج تحديّا اقتصاديا كبيرا أيضا أمام الرياض التي تراجعت عائداتها بقوة بفعل تدني أسعار النفط وبفعل مرحلة الركود التي دخلها العالم عمليا جراء إجراءات الحد من فيروس كورونا.