سناء الجدني
السرطان مرض خبيث يدفع الناس للخوف واليأس، لكن أيضا للأمل. الأمل في فعالية العلاج بالطرق الكيميائية أو الإشعاعية وأحيانا أيضا بالاستخدام الطبي لنبات القنب الهندي.
فالمغرب مثلا حسب البروفيسور عبد اللطيف بن إيدر رئيس مصلحة الأنكولوجيا بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء. المغرب يسجل حوالي 110 حالة إصابة جديدة لكل 100 ألف نسمة كل سنة.
“مؤشرات الإصابة بداء السرطان بالمغرب تقترب من 110 حالة إصابة جديدة لكل 100 ألف كل سنة. أي ما يقرب من 30 ألف حالة جديدة لداء السرطان على صعيد التراب الوطني”.
كما يعاني مرضى السلطان من عدم تغطية النظمة الرعاية الطبية بالمغرب لمختلف امراض السرطان كما تعاني مستشفايات المملكة من شبح نفاد ادوية هذا المرض الخبيث مما يسقط المريض بين الدجل و الاساليب التقليدية التي تزيد الوضع الصحي للمرضى سوء وتؤدي احيانا للوفاة
اما الراي العام فهو متذذب من ناحية جدوى النقاش السياسي الهادف الى تقنين زراعة القنب الهندي للاستعمال الطبي لذالك من يبحث على الإنترنت عن معلومات عن القنب الهندي ، لن يجد على الأرجح سوى الوعود، وأكبرها هو قدرة القنب على شفاء المرضى من السرطان، حسب ما يدعي الكندي ريك سيمبسون.
وفي العديد من الفيديوهات والكتب وعلى شبكات التواصل الاجتماعي يروج الكندي المتقاعد للتأثير الشافي لأحد الزيوت المستخلصة من نبات القنب في علاج السرطان، والذي تسبب في شفائه هو شخصيا من سرطان الجلد، بحسب بياناته. ولاقت قصة سيمبسون رواجا في جميع أنحاء العالم خاصة بين الأشخاص في المراحل المتأخرة من هذا المرض الخبيث، وهو ما دفع بعضهم بتوجه ذاتي إلى العلاج بزيت القنب.
ويخيم التشكك على تقييم الأطباء الألمان لهذا الأمر، حيث يقول الطبيب الألماني فرانيو جروتنهيرمن: “ريك سيمبسون ليس طبيبا، وما يفعله أمر غير مسؤول”.
جروتنهيرمن يترأس إحدى الجمعيات الدولية المعنية باستخدام القنب كعلاج، ويعمل منذ سنوات في أبحاث تتعلق باستخدام القنب في العلاج الطبي.ويقول جروتنهيرمن: “القنب ليس علاجا سحريا، بل مجرد إمكانية للعلاج”.
ومن المقرر أن يُسمح في ألمانيا في المستقبل بزراعة القنب لاستخدامه في الأغراض الطبية تحت رقابة الدولة. وأعلن المعهد الاتحادي للأدوية والمنتجات الطبية أمس الجمعة في برلين أنه من المقرر تأسيس هيئة خاصة بتدوال القنب في المعهد قبل بدء التداول. وتم تمهيد الطريق لاستخدام القنب كعلاج على نفقة شركات التأمين الصحي عبر قانون جديد من وزير الصحة الألماني هيرمان جروه.
ورغم أن القانون لم يتضمن تعريفا محددا لأنواع الأمراض التي سيسمح فيها باستحدام القنب، لن يدخل النبات المخدر في بداية الأمر في العلاج المباشر للسرطان في ألمانيا. وحتى الآن يستخدم نحو ألف مريض، يعانون من آلام شديدة،القنب بتصريح استثنائي من السلطات المختصة في ألمانيا.
يقول الطبيب جروتنهيرمن إنه لا يوجد أدلة علمية موثوقة على إدعاء ريك سيمبسون بشأن فعالية القنب في العلاج من السرطان.
وأضاف: “هناك دلائل على احتواء القنب على مواد فعالة مثبطة للسرطان مثل رباعي هيدرو كانابينول ومواد الكانابينويد، وهي مواد بإمكنها تحسين نتائج أنواع العلاج التقليدي لدى الفئران، أما بالنسبة للحصول على نفس التأثير للبشر فلا يسعنا سوى الأمل”.
وحتى الآن تنحصر المعرفة الفعلية بأثر مواد “الكانابينويد” على علاج الأمراض الورمية على الدراسات الخلوية والتجارب على الحيوانات.
وقبل عامين أثار بحث لعالم العقاقير الألماني بوركهارد هينتس ضجة كبيرة، حيث أوضح مدير معهد علم العقاقير والسموم في جامعة الطب بروستوك أنه تمكن من “تفجير” خلايا سرطانية في التجارب المعملية بمساعدة مواد “الكانابينويد”، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن “الكثير من الاستراتيجيات الجديدة لمقاومة السرطان، التي بدت واعدة في التجارب قبل السريرية، لم تحقق في الماضي نفس التقدم في التجارب السريرية، لأنها لم تظهر لدى البشر نفس الفعالية المفترضة”.
ويرى هينتس في نبات القنب مرشحا جديرا بالاهتمام لعلاج السرطان، لكنه يوضح أن هذا لا يخرج عن إطار الاحتمال، لأنه لم يتضح بعد مدى فعالية مواد “الكانابينويد” في الآلية المعقدة للجسم البشري.
وذكر هينتس أن محدودية البيانات المتاحة عن دراسات استخدام القنب في العلاج من السرطان تجعل من الصعب التنبؤ بالتطورات الممكن حدوثها.
وقال: “ما يمكن تأكيده واقعيا هو أن مواد الكانابينويد في التجارب المعملية لديها ليس فقط نقطة ضعف واحدة بل عدة نقاط خلال تطور وانتشار الأورام”، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية الاستمرار في بحث فعالية هذه المواد في العلاج من السرطان