الرباط-عماد مجدوبي
في علاقة مغاربة العالم بوطنهم الأم، تمة حوافز تجعل “العودة” إحدى عناصر الانطلاق من هنا إلى هناك، في رحلة لا تنتهي إلا فوق أرض الوطن، ولو كان ذلك من أجل الدفن تحت ترابه..هكذا هي علاقة مغاربة العالم بوطنهم التي حاول جامعيون في رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج، في المعرض الدولي للنشر والكتاب، أن يفككوها في إطار ندوة حول “الحمولة القيمية لهجرة العودة.
هذه الندوة التي احتضنها رواق المجلس، أمس السبت، شكلت مناسبة لفهم سلوك العودة لدى المهاجر المغربي.
ويرى عبد الكريم مرزوق، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة الأخوين بإفران، أن مسألة العودة إلى أرض الوطن تحكمها مجموعة من المحددة، يختلط فيها الاقتصادي والاجتماعي والنفسي، بعد أن يكون هذا المهاجر قد قضى مدة طويلة في بلاد المهجر.
وأبرز الأستاذ الجامعي أن المهاجر يحمل دائما هاجسا نفسيا واجتماعيا، في الربع الأخير من حياته، يتمثل في التساؤل عما سينتهي إليه حاله إذا بقي في بلد الإقامة، لا سيما أن اندماج المهاجرين لا يكون في الغالب اندماجا تاما.
لذلك، يضيف مرزوق، فإن المهاجر يبدأ، في النصف الثاني من حياته، التحضير لعملية العودة من خلال إنشاء مشروع استثماري وبناء بيت في المغرب. لذلك، نبه الخبير الجامعي إلى العراقيل التي تواجه الراغبين في العودة من أجل الاستثمار في بلادهم، وما يواجهونه نتيجة غياب التأطير مشاريعهم.
إن مسألة العودة، في واقع الأمر، لا تبقى فقط معطى اقتصاديا واجتماعيا، بل تعكس أيضا ارتباطا خاصا يربط المهاجر بالأرض..بالدوار..بالبلاد. لذلك، يؤكد السوسيولوجي عبد الرحيم العطري ، بناء على نتائج بحث يتم الاشتغال عليها، أن من بين المطالب الرئيسية للمهاجر هي أن يدفن في وطنه.
وربط العطري هذا المعطى بكون المهاجر حتى في طقوسه الجنائزية لديه قلق مركزي أن يدفن في وطنه، وأن تكون الطقوس الجنائزية وفقا للعقيدة الإسلامية، أي أن الدين يلقي بظلاله بدرجة كبيرة على قرار العودة.