كشفت دراسة أمريكية حديثة عن ارتفاع نسبة عزوف الشباب عن ممارسة الجنس، حتى أن نحو ثلثهم لم يمارسوه منذ عام كامل، مضيفة أن الإناث أكثر ممارسة للجنس من الذكور.
وبحسب الدراسة المنشورة في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية فإن 23 بالمائة من الشباب من الفئة العمرية 18- 29 قالوا أنهم لم يمارسوا الجنس خلال الأشهر الـ12 السابقة. يُذكر أن عددهم في دراسة سابقة عام 2008 لم يتجاوز حاجز الـ8 بالمائة.
وتوضح الدراسة أن الشباب الذكور يشكلون النسبة الأعلى في العازفين عن ممارسة الجنس، إذ بلغت نسبة الذين لم يمارسوا الجنس لعام كامل 28 بالمائة، أي بزيادة ثلاثة أضعاف عن نسبتهم في دراسة 2008. أما بين الشابات فبلغت هذه النسبة لنفس الفئة العمرية 18- 29 نحو 18 بالمائة فقط. وبحسب مجلة “شتيرن” الألمانية فإن هذا الأمر يشكل مفاجأة، إذ كانت النسبة متشابهة بين الجنسين خلال العقود الماضية، لكن في السنوات القليلة الماضية ازدادت الهوة بين الشابات والشباب فيما يتعلق بعدد مرات ممارسة الجنس لصالح الفتيات.
لكن الحياة الجنسية للأشخاص الذين تنحصر أعمارهم بين 30 و39 عاماً، فهي أكثر إثارة، كما تكشف الدراسة الأمريكية، إذ كانت نسبة الذين لم يمارسوا الجنس لعام كامل 7 بالمائة فقط. أما الفئة العمرية 50 – 59 فقد وصل عددهم إلى 13 بالمائة.
في هذا السياق يوضح عالم النفس جان توينجي من جامعة سان دييغو للصحيفة الأمريكية أن تراجع النشاط الجنسي، وخاصة في الشباب، يرجع إلى تغييرات جوهرية في سلوك الارتباط بعلاقات. ويضيف أن “الشباب في الولايات المتحدة باتوا يستغرقون فترة أطول من السابق قبل الدخول في علاقة”.
ولا يبرئ عالم النفس الأمريكي الإنترنت وثورة الاتصال الحديثة من أن تكون سبباً في ذلك. ففي عصر الإنترنت انتشرت الكثير من الأشياء التي تصرف الانتباه ببساطة عن ممارسة الجنس. ويضيف: “يمكنك اليوم أن تقوم بالكثير من الأشياء حتى لو كانت الساعة هي العاشرة ليلاً، مقارنة بالحال قبل 20 عاماً”.
من اللافت للنظر فإن اتجاه مماثل في العزوف عن الجنس انتشر خلال السنوات القليلة الماضية بين شباب ألمانيا. فقد كانت دراسة لجامعة لايبزيغ الألمانية قد كشفت عام 2016 عن تراجع ممارسة الجنس بين الشباب الألمان. وكان المسؤول عن الدراسة الدكتور ألمار بريلير قد عزا سبب ذلك إلى ظهور الوسائط الرقمية. وتنقل “شتيرن” بريلير قوله: “يستهلك الشباب الكثير من النشاط الجنسي في الإنترنت ويقيمون صداقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من البحث عن الاتصال الجنسي الحقيقي”.