نشر بشراكة مع DW العربية
تعهد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثلاثاء بـ”تكثيف التحركات” ضد “التطرف الإسلامي”، معلنا حلّ “جماعة الشيخ أحمد ياسين” الموالية لحركة حماس الفلسطينية و”الضالعة مباشرة” في الاعتداء على المعلم صامويل باتي، حسب قول الرئيس الفرنسي.
وقال ماكرون في كلمة مقتضبة في بوبينيي شمال باريس إن “قرارات مماثلة بحق جمعيات ومجموعات تضم أفرادا ستصدر في الأيام والأسابيع المقبلة”.
وفي وقت تعهدت فيه السلطات برد حازم على موجهي رسائل الكراهية والخطباء المتطرفين والأجانب الذين يعتقد أنهم يمثلون تهديدا أمنيا لفرنسا، أعلنت السلطات الفرنسية الثلاثاء أنها ستغلق مسجدًا قرب باريس كجزء من حملتها ضد “التطرف الإسلامي”، التي أوقف على إثرها حتى الآن نحو 12 شخصاً، وتأتي بعد قطع رأس مدرس عرض على تلاميذه رسوماً كاريكاتورية مثيرة للجدل تمثل نبي المسلمين محمد.
وسيبدأ إغلاق المسجد، الذي يقصده نحو 1500 مصلٍ، اعتبارا من مساء غد الأربعاء ولستة أشهر. وألصقت الشرطة إشعارات أمر الغلق خارج المسجد.
وجاء في الإشعار الذي أصدره رئيس إدارة سين سان دوني المختصة أن الغلق ومدته ستة أشهر “هدفه الوحيد منع أعمال الإرهاب”. وجاء في القرار “ينبغي النظر إلى مسجد بانتان الكبير على انه أقدم على نشر تصريحات تحض على الحقد والعنف اللذين من شأنهما المساهمة في ارتكاب أعمال إرهابية”.
وآخذت السلطات على المسجد مشاركته لمقطع فيديو على صفحته في فيسبوك فيه تنديد بحصة للأستاذ باتي حول حرية التعبير، قبل أيام من قتله الجمعة، كما أكد مصدر قريب من التحقيق.
وظهر في الفيديو والد تلميذة في مدرسة بوا-دون في منطقة إيفلين، حيث كان يعمل المدرس المقتول سامويل باتي، وهو يعرب عن غضبه إثر درس حول حرية التعبير أعطاه المدرس الذي تقول السلطات إنه قُتل بعد فتوى ضده.وأظهرت التحقيقات في قتل أستاذ التاريخ بأن الجاني تواصل مع والد التلميذة قبل ارتكاب الجريمة.
وأقر القيم على مسجد بانتان محمد هنيش بارتكاب “هفوة”. وقال إنه لم ينشر الفيديو “تأييداً” للشكوى المتعلقة بعرض الرسوم الكاريكاتورية.
وأوضح هنيش: “أنا لا أؤيد ما قيل في الجزء الأول (من الشريط) الذي تحدث عن الرسوم الكاريكاتورية إلا أن الجزء الثاني عندما أشير بالأصبع إلى المسلمين في الصف أثار خوف الكثير من المسلمين الذين يخشون بداية تمييز جديد”.
وجاء في مرسوم السلطات كذلك أن قرار الإغلاق يستند أيضا الى “روابط مع السلفيين” يقيمها المسجد وتردد أشخاص إليه “ضالعين في الحركة الجهادية” وشخصية إمام المسجد ابراهيم دوكوريه التي تحوم حولها شبهات.
وأوضح المرسوم أن دوكوريه “ضالع في الحركة الإسلامية المتطرفة في منطقة إيل دو فرانس” وقد تدرب سنتين في “معهد متطرف” في اليمن وأدخل ثلاثة من أولاده إلى مدرسة غير قانونية، التي أغلقتها السلطات في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر منددة حينها بـ “ظروف لا توصف” فيها وعمل “خارج عن القانون والمبادئ الجمهورية”.
من جهته قال برتران كيرن رئيس بلدية بانتان الاشتراكي إن هنيش “ارتكب حماقة كبيرة أشجبها” لكنه يخشى من أن “تشوه صورة كل المصلين الذين هم في غالبيتهم العظمى من المعتدلين”. وأكد كيرن “لم يردني أي عنصر حتى الآن يسمح بالقول إن الإسلاميين يسيطرون على المسجد” مقرا بأن “إماما واحدا (دوكوريه) يطرح مشكلة”.