24 ساعة-متابعة
أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، عمر زنيبر، أن المغرب ينخرط، انسجاما مع أولوياته، في سياق منظور دبلوماسي متعدد الأطراف، من أجل الاستجابة للتحديات العالمية الجديدة ومواجهة تداعياتها.
وقال زنيبر في رسالة موجهة إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية وقيادات الوكالات الدولية بجنيف، ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية المعتمدة لدى الأمم المتحدة، بمناسبة الذكرى الـ 22 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، إن “إرادة المغرب هاته تنعكس من خلال تمسكه بتحديد وصياغة أجوبة شاملة على الصعيد العالمي، من أجل تجاوز التداعيات الخطيرة للأزمات الراهنة، لاسيما الاقتصادية والصحية”.
وفي معرض حديثه عن عمل المغرب لدى المجموعات التي ينتمي لها ومختلف شركائه، في جميع الهيئات التي تتخذ من جنيف مقرا لها، ذكر السفير على سبيل المثال بدعم المغرب، في المجال الصحي، لمبادرة مجموعة التنسيق الوزاري حول “كوفيد-19″، والإعلان المشترك للائتلاف من أجل تعددية الأطراف، و”مجموعة الدعم للاستجابة العالمية للأمراض المعدية”. كما ذكر بأن المملكة تمثل القارة الإفريقية في مجلس إدارة “يونيتيد” كعضو كامل العضوية في الدائرة الإفريقية.
وأضاف أن المملكة تتحمل، أيضا، العديد من المسؤوليات وتنخرط في عدة محاور، لاسيما القضايا الإنسانية، حقوق الإنسان والهجرة.
وعلى مستوى منظمة التجارة العالمية، يضيف السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة، فإن المغرب، الوفي لالتزامه الراسخ بنظام تجاري متعدد الأطراف، شامل ومنصف، لاسيما من أجل اندماج إفريقيا في الاقتصاد العالمي، يولي أهمية كبرى لعملية انضمام البلدان الإفريقية للمنظمة، مشيرا إلى أن المملكة تترأس مجموعة عمل انضمام جزر القمر.
وقال إن المغرب، يشارك في نفس الإطار، في مناقشات مهيكلة حول تيسير الاستثمارات بهدف المساهمة في صياغة اتفاقية جديدة حول تسهيل الاستثمار من أجل التنمية. وهو أيضا منسق مشارك للحوار غير الرسمي حول التلوث الناتج عن المواد البلاستيكية وتجارة البلاستيك المستدامة بيئيا.
كما تتولى المملكة مسؤوليات من الدرجة الأولى في مجالات إستراتيجية من قبيل الملكية الفكرية، والتي تم في إطارها انتخاب المغرب لمدة سنتين 2019-2021، كأول بلد عربي وثاني بلد إفريقي يترأس الجمعية العامة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية منذ إحداثها. كما يترأس المغرب، ولأول مرة في تاريخه، الدورة 109 لمؤتمر العمل الدولي للعام 2021، والذي تكلل جزئه الأول بالنجاح.
وأكد الدبلوماسي المغربي أن “جميع هذه المسؤوليات الرفيعة، التي يؤمنها المغرب، تدل على التزامه الكامل بالتعددية وتعزيز حضوره في الهيئات الدولية، من خلال إبراز المواضيع الرئيسية ذات الأهمية الكبرى”.
وأشار السيد زنيبر إلى أن المغرب، البلد المتشبث بالسلام والوئام، البوتقة الحضارية، وملتقى الطرق الجغرافي والتاريخي، يحتفل بعيد العرش المجيد، واضعا المستقبل نصب عينيه، قصد تمكين الأجيال الصاعدة من مواجهة التحديات العالمية، لاسيما القضية الأساسية المرتبطة بالمناخ، مؤكدا أن المملكة تتميز أيضا بنموذجيتها الخاصة واعتماد الطاقات المتجددة على نطاق واسع.
كما سلط الضوء على “العمل رفيع المستوى الذي يضطلع به الخبراء المغاربة بجنيف في مختلف المجالات، وفي مختلف الهيئات واللجان التابعة للمنظمات الدولية، وكذا لدى كبار المسؤولين في العديد من الأمانات، على عملهم وإسهاماتهم التي تحظى بتقدير كبير في إدارة المنظمات الدولية”.
وفي هذه الرسالة، أكد السفير على الحمولة الرمزية للاحتفال بعيد العرش “اليوم الخاص والتاريخي بالنسبة للأمة المغربية، والمناسبة التي تجسد القوة الدائمة للروابط القائمة بين الشعب المغربي والعرش العلوي”.
وأبرز بهذه المناسبة، الإنجازات التي حققها المغرب خلف القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مختلف المجالات، مؤكدا على الإشعاع الذي تتمتع به المملكة على الساحة الدولية، بصفتها فاعلا موثوقا وشريكا قويا.
ونوه السفير، كذلك، بالمكتسبات المهمة المحققة من طرف المغرب على درب تعزيز مشروعية القضية الوطنية والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، عبر تعزيز دينامية الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، والتي تجسدت من خلال افتتاح أزيد من عشرين قنصلية لبلدان شقيقة وصديقة بكل من مدينتي الداخلة والعيون، فضلا عن الاعتراف النوعي للولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه.