رجح عياد أبلال، الباحث الأنثروبولوجي، أن يكون سبب استقالة الأمين العام لجزب الاصالة والمعاصرة، إلياس العماري، هو فشله في تدبير ملف الريف و سحق طموح العدالة والتنمية السياسي وكشف زيف ادعاءاته شعبيا وتاطير وادماج الريف باعتباره الوسيط الأساسي مع المنطقة.
ونشر عياد أبلال تدوينة يوضح من خلالها الأسباب التي دفعت عرّاب “الجرار”، العماري، إلى الاستقالة من منصبه كأمين عام لحزب البام، قائلا: “الأسباب الحقيقية لاستقالة العماري تتجلى في فشله الذريع في وضع حد لامتداد العدالة والتنمية، الذي جاء خصيصا من أجل خنق طموحاته السياسية وكسر شوكته قبل أن يصل مرحلة التمكين السياسي، الأمر الواضح بقوة في محطتي 4 شتنبر 2015 و7 أكتوبر 2016، وهو الفشل الذي بدأ في الحقيقة منذ مسيرة ولد زروال”.
والسبب الثاني، يقول أبلال، هو “انتهاء مهمته بعد فشله في تدبير ملف الريف، الذي ادعى أنه الوسيط الوحيد القادر على إدماجه، وتبين مع الحراك أن قدرته على ذلك مجرد أوهام”.
واعتبر الأستاذ الانتروبولوجي أن استقالة إلياس العمري “بداية حياد الدولة تجاه الحزب، الذي سيصبح حزبا عاديا كباقي الأحزاب، خاصة أن العدالة والتنمية لم يعد كما كان في السابق بعدما تحول إلى نادٍ للاستوزار يسير برأسين بعد فشله في تدبير البلوكاج الحكومي وفقدان رصيده الشعبي في حكومة العثماني في تدبير ملف الحراك، ويمكن الحديث عن نزول كارثي لأسهم الحزب شعبيا، وهو ما سيتضح بقوة في مؤتمر الحزب القادم”.
وأشار عياد أبلال إلى أن “نهاية الحراك ستكون حتما بداية لترتيب أوراق المشهد السياسي المغربي بما يتلاءم مع أفول الحزب، وهو ما يؤشر على مرحلة حرجة جدا سيمر منها المغرب، سياسيا وحقوقيا، في ظل غياب شبه تام لمشروع مجتمعي مختلف عن مشروع الدولة، مشروع قابل للتطبيق والإقناع وأحزاب قادرة على الترافع والدفاع عن أحقيتها السياسية في الانتقال الديموقراطي نحو ملكية برلمانية أصبحت حلما مستحيلا في ظل عودة الملكية التنفيذية”.
تجدر الإشارة إلى أن الياس العماري قد قدم استقالته يوم أمس الاثنين 7 غشت الجاري من منصبه كأمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن ينظم ندوة صحافية صباح اليوم الثلاثاء للكشف عن أسباب استقالته.