نشر بشراكة مع DW العربية
في المواسم الثمانية الأخيرة تربع فريق واحد دون غيره على عرش الدوري الإيطالي. إنه فريق يوفينتوس تورين الذي انتزع لقب الدوري لثمانية مواسم متتالية. انفرادٌ بدت فرق الدوري الإيطالي وكأنها استسلمت أمامه، فحتى في هذا الموسم لم تتغير المعادلة وبات “السيدة العجوز” متصدرا بمجموع 75 نقطة وبفارق سبع نقاط عن لاسيو صاحب المركز الثاني وتسع نقاط عن إنتر ميلان صاحب المركز الثالث.
كن يبدو أن الإنتر تحديداً يعدّ لـ”ثورة” عارمة. ولا يتعلق الأمر بالمواجهة المباشرة التي جمعت بين الاثنين يوم أمس الثلاثاء (السابع من يوليو) والتي نجح فيها إنتر قلب الكفة على منافسه اليوفي في خمس دقائق فقط، محوِّلاً تخلفه من هدفين دون مقابل إلى فوز بأربعة أهداف مقابل هدفين. بل الأمر أكبر من ذلك بكثير.
خطة هجومية طويلة المدى
نظرة حول خطط الفريق وفق تسريبات الإعلام الإيطالي تدل على أن الإنتر يريد العودة إلى الصدارة التي تعتبر وفق تاريخه مكانه التقليدي. وهناك حنين قوي جدا للفترة الذهبية التي انتهت رسميا بموسم 2010، حين فاز الفريق بالثلاثية بفضل تشكيلة مدججة بإيتو وسنايدر وزيناتي وكامبيوسا وبقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو.
العودة إلى الزمن الذهبي كان دائما الهدف المسيطَّر بالنسبة لإدارة هذا النادي، خاصة بعد أن استلمت إدارة آسيوية خالصة مقاليد الأمور منذ عام 2016. فالنادي الإيطالي مملوك بنسبة 68,55 بالمائة من قبل المجموعة الصينية “سانينغ” القابضة التي دفعت حينها مبلغ 270 مليون يورو لشراء إنتر. بينما لا يزال رجل الأعمال والسياسة الأندونيسي إيريك توهير يتوفر على 31 بالمائة من أسهم النادي العريق.
وقد يقول البعض إن حصيلة أربع سنوات منذ ذلك الحين لم تكن بارزة، رغم أن النادي ووفق موقع “تراسفير” الألماني انفق نحو 107 مليون يورو أكثر مما ربح. وهذا صحيح، فترتيبه لم يتحسن كثيرا، الموسم الماضي أنهاه من المركز الرابع، واليوم وكما هو معلوم في ختام المرحلة 31 يتواجد في المركز الثالث بعيدا عن غريمه الأول “السيدة العجوز”.
النجوم من أجل النجاح
إدرة الفريق اليوم باتت مقتنعة أكثر من أي وقت مضي، أن النجاح قاريا ومحليا لا يمكنه أن يحدث سوى بالتعاقد مع النجوم الكبار. الحجر الأساس وضعته سلفا عبر التعاقد الصيف الماضي مع المدرب المحنك أنطونيو كونتي، ثم مع لوكاكو مقابل 65 مليون يورو (مانشستر يونايتد) ومع لاعب هرتا برلين السابق فالتينو لازارو مقابل 22,4 مليون يورو.
استراتيجية سوف تستمر حتى في زمن كورونا، فالفريق ماضٍ في طريقه وبفضل المجموعة الصينية لن يدخر هذا الموسم بدليل صفقة المغربي أشرف حكيمي الذي دفع من أجله 40 مليون يورو لريال مدريد، تاركا فريق دورتموند الذي حمل اللاعب المغربي قمصيه على سبيل الإعارة يضرب أخماسا في أسداس. كما أن إنتر ميلان سارع أيضا لتوقيع عقد مباشر مع نيكولا باريلا مقابل 25 مليون يورو بعد إعارته من فريق كاليغاري الإيطالي.
ميسي، غريزمان وآلابا؟
غير أن الأكثر إثارة في الأمر، ما تتناقله وسائل الإعلام الإيطالية، كاشفة أن أعين الفريق باتت مصوبة نحو ليونيل ميسي، وديفيد آلابا وأنطوان غريزمان، إضافة إلى أسماء أخرى من العيار الثقيل مثل توليسو ويان فيرتونغن.
الشائعات حول انتقال لاعب بايرن ميونيخ آلابا تحديدا إلى إنتر ميلان فجّرها بارون سوق الانتقالات السويسري إيفان ريجياني، كاشفا أن “إنتر وقع شيئا مهما” في هذا الاتجاه، لكن صحيفة “بيلد شبورت” الألمانية سرعان ما دخلت على الخط، نافية أن آلابا يرغب في الانتقال إلى الدوري الإيطالي، وإنما في حال لم يجدد عقده مع بايرن ميونيخ، سوف ينتقل إلى الليغا الإسبانية. لكن هذا يستلزم بالطبع أن يجد آلابا من يدفع من أجله قيمة الشرط الجزائي مادام عقده مع بايرن ممتد إلى غاية 2021، والإنتر أعلن سلفا استعداده لذلك.
أما بخصوص ليونيل ميسي، فالأرضية مشجعة طالما يرغب البرغوث في مغادرة برشلونة. وقد تبيّن أنه بالفعل أوقف مفاوضاته مع البارسا بشأن تمديد عقده. وفي حال أبدى ميسي استعداده للانتقال إلى إيطاليا، فإن إنتر ميلان سيحصل على دعم جميع الفاعلين في السوق الإيطالية وعلى رأسهم أكبر مساهم محلي وهي شركة فيات لصناعة السيارات. صفقة رونالدو مع اليوفي في صيف 2018 ساهمت بقوة بالنهوض بالكرة الإيطالية تسويقيا وكرويا، وانتقال ميسي سيمنحها بالطبع قوة وإشعاعا جديدين، وهذا ما يطنح له الساهرون على الدوري الإيطالي وعلى رأسهم رابطة الأندية الإيطالية.
أنطوان غريزمان بدوره ثاني أكبر الأسماء المتداولة، فقد نقلت صحيفة “غازيتا ديلو سبورت” مؤخرا أن بطل العالم غريزمان عُرض من قبل الإدارة الكاتالونية على النادي الإيطالي مقابل الحصول على لاوتارو مارتينيز، اللاعب الأرجنتيني الذي تطارده إدارة “البارسا” منذ مدة.
ولم يعد خافيا على أحد أن غريزمان ليس سعيدا في برشلونة، ومن المرجح جدا أنه ومع انتقال كبار النجوم إلى إيطاليا قد يضع هو الآخر قدمه على أرض “بيلا إيطاليا”.