الرباط-متابعة
يخوض المنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات، لأول مرة في تاريخ اللعبة بالمملكة والمنطقة المغاربية والعربية، نهائيات مونديال أستراليا ونيوزيلندا 2023، التي بدأت أطوارها بين 20 يوليو و20 غشت الجاري.
وتتطلع سيدات المغرب إلى تحقيق نتائج إيجابية، في المباراة الحاسمة والمقررة غدا الخميس أما منتخب كولومبيا، للتأهل إلى الدور الثاني، ولما لا السير على منوال الأسود الذين لمعوا بأدائهم البطولي في مونديال قطر 2022.
لقي تواجد لبؤات الأطلس في هذا المحفل الكروي العالمي، بإعتباره أول منتخب يمثل العرب والأفارقة، إهتماما إعلاميا كبيراً، خصوصا بعد الصدى الذي خلفه أسود الأطلس في منافستهم الأخيرة بمونديال قطر، وهو ما دفع بعض المحللين الرياضيين بمختلف القنوات الإعلامية العالمية، التأكيد على أن تأهل وأداء المنتخب الوطني المغربي النسوي في كأس العالم 2023 لم يأت بمحض الصدفة بل جاء نتيجة سياسة واستراتيجية عمل جامعة كرة القدم والإدارة التقنية الوطنية لتطوير اللعبة نسويا.
لا يمكن الحديث عن تحقيق إنجاز آخر من قبل سيدات المغرب في هذا العرس الكروي العالمي، دون رصد حظوظه في المنافسة، وهذا متعلق بالمستوى الذي سيظهر به في المقابلة الحاسمة والأخيرة من دور المجموعات أمام المنتخب الكولومبي الذي بصم على أداء كبير في هذا المونديال، ولعل أبرزها مباراته الأخيرة التي انتهت بفوزه على منتخب ألمانيا حامل اللقب مرتين.
وتعتبر المشاركة لأول مرة في كأس العالم، في حد ذاتها إنجازا، والمنطق يفرض التدرج في الأهداف وكسب التجربة والخبرة واللعب بدون مركب نقص، وبالتالي ما عاشته الكرة المغربية من نجاحات في السنتين الأخيرتين، والإنجاز التاريخي لأسود الأطلس، قد يكون حافزا كبيرا لهذا المنتخب من أجل خلق المفاجأة في مباراته غدا الخميس والتأهل إلى الدور الثاني.
وهذا النبرة التفاؤلية هي نفسها التي أشار إليها المدرب الفرنسي رينالد بيدروس، في الندوة الصحفية التي تسبق اللقاء، قائلا “سنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق الفوز على المنتخب الكولومبي، وعلينا الرفع من الحدة والرغبة للوصول إلى ست نقاط في دور المجموعات”.
إلى جانب هذا أوضح مدرب المنتخب الوطني النسوي، “أن المقابلة الأخيرة المقررة غدا ستكون إستثنائية على كل المستويات، مشددا على أنه يجب تحويل كل الجوانب السلبية إلى أخرى إيجابية لتحقيق الفوز”.
وقد لمعت أسماء لاعبات مغربيات في هذا المونديال، بالرغم من أن المنتخب لا يضم لاعبات متألقات في الأندية الأوروبية كما هو شأن المنتخب المغربي للرجال، لكن هذا لم يمنع بروز مواهب نسائية بصمت على تألق كبير منذ بداية هذه المنافسة كالاعبة نهيلة بنزينة التي خاضت مباراة بطولية أمام المنتخب الكوري الجنوبي، إضافة إلى دخولها التاريخ كأول محجبة تشارك في المونديال، إلا جانب ابتسام الجريدي التي أخدت لقب أول لاعبة مغربية وعربية تسجل هدفا في المونديال.
وسيبقى 13 يوليو 2022 يوما خالدا في تاريخ كرة القدم النسوية المغربية، بتأهل لبؤات الأطلس لأول مرة لنهائيات كأس العالم أستراليا ونيوزيلندا 2023، وهو إنجاز غير مسبوق مغاربيا وعربيا، وضع على عاتق مجموعة المدرب الفرنسي رينالد بيدروس مسؤولية تشريف الكرة النسوية ليس في المملكة فقط، وإنما بالمنطقة العربية والإفريقية.
وكان تأهل منتخب المغرب للسيدات على حساب بوتسوانا في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2022 التي احتضنتها المملكة، حيث أنهاه منتصرا بهدفين مقابل هدف واحد، قبل أن يقصي نيجيريا في النصف، فيما أخفق في النهائي أمام جنوب أفريقيا التي أحرزت الكأس.
وإلى جانب الإعتزاز بمشاركة المنتخب النسائي الذي يتأمل أن يصنع الحدث ويعيد كتابة التاريخ من جديد، عاش الجمهور المغربي هذه السنة قصة تفوق الخيال، تابعها العالم بشغف بفضل مشوار استثنائي لـ”أسود الأطلس” في مونديال قطر. حدث أثار اهتمام الإعلام العالمي، بعد تمكن المنتخب المغربي من إسقاط منتخبات أوروبية قوية منها بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
وشهدت الكرة المغربية طفرة نوعية، حيث حقق “أسود الأطلس” في مونديال قطر ما لم يسبقهم فيه أي جيل كروي آخر في إفريقيا والعالم العربي، إذ تمكنوا من المنافسة بندية غير مسبوقة ومقارعة القوى الكروية العظمى، بل والتأهل للمربع الذهبي.
وبدأ المنتخب المغربي لكرة القدم مشواره في المونديال بثقة وحذر، عندما تعادل سلبياً مع كرواتيا وصيفة نسخة 2018 من البطولة العالمية، قبل أن يحقق سلسلة من الانتصارات المذهلة على بلجيكا وكندا ثم إسبانيا والبرتغال، إلى أن إنهزم أمام منتخب فرنسا وغادر المنافسة العالمية وسط إشادة دولية كبير بأداه البطولي.