الرباط- عماد مجدوبي
خرجة أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، بخصوص قضية الصحراء المغربية، تمثل صفعة قوية لخصوم الوحدة الترابية للمملكة، وانتصارا للوضع التاريخي والقانوني لهذه المنطقة عقب إنهاء الاحتلال الإسباني إثر المسيرة الخضراء التي نظمها المغاربة بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني.
تصريحات غوتيريس ينبغي الوقوف عندها بعمق لفهم أبعادها. فنحن أمام الرجل الأول للأمم المتحدة، العارف بخبايا هذا النزاع المفتعل، وصاحب التقارير التي تصدر باسمه حول الوضع في المنطقة. فقد أشار غوتيريس بشكل واضح إنه في اللحظة التي انسحب إسبانيا، قامت بتسليم المنطقة إلى موريتانيا والمغرب.
لكن بما أن موريتانيا لم تكن لها مصلحة في المنطقة، لاعتبارات أولها أن المغرب هو الذي كانت لديه السلطة السياسية والدينية والشرعية في المنطقة قبل احتلالها، فإن الرباط هي التي عادت إلى أرضها، وبالتالي بدأت في إعمارها وتطويرها إلى أن أصبحت حواضر الصحراء من أكثر المناطق تطورا بالمملكة.
والأهم من هذا، هو أن تصريحات غوتيريس تقول بلغة أخرى إنه في لحظة انسحاب إسبانيا لم تكن هناك أي طرف يحمل اسم البوليساريو، وهو أمر يسرد الوقائع التاريخية. ذلك أن الجزائر قامت بصناعة البوليساريو بعد المسيرة الخضراء، موفرة لها الدعم المالي والعسكري من أجل إقامة دولة وهمية فوق تراب دولة أخرى.