محمد أسوار- الرباط
غابت الأمازيغية بشكل شبه تام، في المعرض الدولي للكتاب الذي تقام فعاليات دورته 27 لسنة 2022، بمدينة الرباط، لأول مرة.
وعلى عكس الدورات السابقة، التي تشهد غزارة في حضور الهيئات والجمعيات والمنظمات الأمازيغية؛ إلا أنه من الملفت للنظر الغياب شبه الكلي للأمازيغية، خلال الدورة الحالية، باستثناء رواق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كمؤسسة رسمية، وجمعية ”أدليس” التي وضعت إصدارات لها في رواق مجلة الملتقى.
عصيد: نكوص وتراجع غير مقبولين
الباحث والناشط الأمازيغي؛ أحمد عصيد، يرى أن ضعف برمجة الأمازيغية في هذه المعرض الدولي للكتاب لهذه السنة، يعزى ” أولا وقبل كل شيء إلى عدم إدراج المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية من برنامج معرض الكتاب”.
وأوضح عصيد متحدثا لـ ”24 ساعة”، أن ما دأبت عليه الوزارة سابقا هو أنها تتصل بالمعهد كشريك، الذي يقوم بدوره ببرمجة الفعاليات الأمازيغية التي ستشارك”؛ وخلافا لذلك، يقول عصيد؛ ”هذه السنة لم يتم أي اتصال بالمعهد وهذا الأمر يطرح أكتر من سؤال لأن المعهد مؤسسة عمومية لها أهمية كبيرة، بل هي إطار مرجعي للأمازيغية في المغرب”.
وعبر عصيد عن استغرابه من عدم اتصال وزارة الثقافة بالمعهد، وزاد قائلا: ”ربما تمت الاستعانة ببعض الأشخاص ليست لهم دراية في أين وصل تطور المؤسسات الأمازيغية ولهذا تلاحظون أن البرمجة ضعيفة وحضور الأمازيغية لم يعد وازنا كما كان من قبل وأتمنى أن تتدارك الوزارة هذا الخطأ الذي حدث هذه السنة لكي تتبوأ الأمازيغية المكانة التي تليق بها خاصة وأننا في بداية التفعيل الحقيقي للطابع الرسمي للأمازيغية”.
وشدد على أن ”النكوص والتراجع”، من قبل أي قطاع من القطاعات الحكومية ”غير مقبول”، في ظل إيلاء الحكومة الحالية أهمية خاصة للأمازيغية.
واسترسل قائلا: ”لدينا الآن عدد كبير من الكتاب الشباب الذين يكتبون ويبدعون باللغة الأمازيغية في الرواية والقصة والمسرح وكنا ننتظر أن نجد مؤلفاتهم في أروقة المعرض، ونجد أنشطتهم وتوقيعات دواوينهم وأعمالهم ولكن هذا غير موجود”.
وأضاف أيضا أن عددا من الاروقة الأمازيغية اختفت من معرض هذه السنة، كانت هناك أروقة رابطة ”تيرا” وهي رابطة الكتاب بالأمازيغية، التي لم تأخذ أي مكان هذه السنة، إلى جانب إطارات مهمة أخرى غائبة، مما جعل الوضعية الأمازيغية في المعرض ضعيفة جدا مقارنة بالسابق والأنشطة قليلة جدا”.
وقال عصيد إن وزارة الثقافة تتحمل كامل المسؤولية، حيث كان عليها أن ”تحرص على الإطار المرجعي الأمازيغية هو المعهد، وأيضا أن تستمر في شراكتها مع رابطة ”تيرا”.
وأشار عصيد إلى أن هناك خطاب ملكي سابق كان قد تحدت عن ”ضرورة تحقيق تراكمات إيجابية وتحدت عن تغير الوزراء وقال لماذا كلما ذهب وزير وجاء آخر يمحو أثر من سبقه. في الأمازيغية ينبغي العكس تماما وهو أن يبني كل وزير يأتي على التراكمات الايجابية السابقة، كي لا يحدث مثل هذا النكوص”.
وشدد على أن إقصاء الأمازيغية من المعرض ”ليس سياسة مقصودة، بالنظر للخطوات التي تقوم بها الحكومة الحالي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، منها تخصيص 100 مليار في قانون المالية لذلك”، مبرزا أن الأمر يبدو ”خطأ تنظيميا وليس سياسة مبيتة”.