يوسف المرزوقي- الرباط
تعيش ساكنة جماعة سيدي لعروسي بإقليم الصويرة، مأساة حقيقية بسبب انعدام الماء الصالح للشرب، ويدفعهم الأمر نحو قطع مسافات تتعدى العشر كيلومترات، بحثا عن جرعة ماء؛ وفق ما أفاد به مركز حقوقي قام بزيارة إلى المنطقة؛ خلال الأسبوع الجاري.
وأوضح المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام في بيان له، توصلت ”24 ساعة” بنسخة منها، أن معاناة ساكنة جماعة سيدي العروسي من شح مياه الشرب؛ رغم المنطقة تتوفر على ”واد تنسيفت الذي يبدوا ان استغلاله يقتصر فقط على المقالع والشركات التي لم نر أي تأثير لها على تنمية المنطقة أو خلق ثروة تستفيد منها الساكنة”؛ وفق بلاغ المرصد.
وأشار المصدر إلى أن معاناة الساكنة تتفاقم في ظل ”غياب البنية التحتية التي تجعل التنقل بين جل الدواوير والمداشر، شبه مستحيلة، باستعمال وسائل نقل حديثة، كون الطرق لا توافق أدنى معايير العصر الحديث”.
من جهة أخرى، كشفت الهيئة الحقوقية، أنها رصدت في زيارتها الميدانية للمنطقة ”المعاناة اليومية للمواطنات والمواطنين، بسبب غياب الإدارة المحلية، كما أن الولوج إلى التطبيب غائب، نظرا لغياب إدارته حيث تضطر نساء الجماعة للولادة بجماعة أخرى إن توفرت وسائل النقل مع ما يعني ذلك من تسجيل الوليد بذات الجماعة واضطراره للتنقل طيلة عمره من أجل عقد الازدياد إلى الجماعة التي ولد بها.
ويقول المرصد أن العديد من المواطنين، يشتكون مما وصفه بـ ” التصرفات الغريبة الشاذة للممرض الوحيد بالمستوصف اليتيم بالجماعة”.
وأوضح المرصد أن مجزرة السوق الأسبوعي بجماعة سيدي لعروسي ”لم يطرأ عليها أي تغيير منذ عقود خلت حيث أن فضاعة ما عاينه المرصد تؤكد أنها غير صالحة للاستعمال”.
وندد المرصد بـ”خطورة الوضع بجماعة تعتبر خاصرة لاقليم الصويرة بحمولتها الثقافية والتاريخية”؛ مطالبا ”المنتخبين والسلطات الوصية بوضع حد لسوء التسيير والتدبير للموارد والخدمات من أجل تنمية مستدامة، تنفيذا للخطب السامية التي حثت على ضرورة خلق الثروة وجعلها سبيلا لتنزيل الجهوية الموسعة، ووضعت نموذجا تنمويا كخارطة طريق لبناء الدولة المغربية الحديثة”.