فاس -متابعة
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ظهر المهراز– فاس – وماستر:” تحالف الحضارات وحوار الديانات” ندوة دولية أيام 9/10/11 ماي 2023 الجاري، برحاب الكلية، تحت عنوان : “صورة الإسلام والمسلمين في الثقافات الأوروبية: نحو إعادة تصحيح الصورة”
وتمحورت من أجل إعادة تصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الثقافات الأوروبية. هذه الصورة التي لا شك أنها كانت صحيحة في فترات طويلة من تاريخ الإنسانية، وكانت تعكس سماحة الإسلام وترصد دور الثقافة الإسلامية في تطوير الحضارة الإنسانية، غير أن أحداثا طارئة، على المجتمعات الإسلامية، تمثلت في ظهور فكر متطرف، أساءت إلى هذه الصورة، واستغلتها جهات إعلامية وسياسية أوروبية لتشويه الصورة بشكل أكبر. فصار لزاما علينا أن نضع أيدينا على مكامن الخلل في هذه الصورة في الثقافات الأوروبية، سواء في أبعادها السياسية أو الإعلامية، أو الفكرية، أو الأدبية، أو الفنية، والعمل على تصحيحها، مع ذوي النيات الحسنة في هذه الثقافات، وتنبيه الذين خدعتهم بعض منابر الإعلام الأوروبي وكذا بعض الأحزاب السياسية، إلى جوهر الإسلام، وإلى ضرورة التمييز بين الإسلام (القرآنوالسنة) والثقافة الإسلامية (فهم وتأويل بعض المسلمين للقرآن والسنة).
و عرفت هذه الندوة الدولية عشر جلسات علمية، أطرها أساتذة وباحثون من إسبانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبرتغال، وأمريكا، والشيلي، بالإضافة إلى باحثين من مغاربة العالم، وأساتذة من جامعات مغربية، ومن كلية الآداب ظهر المهراز، وكليات تابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله. وألقى المحاضرون مداخلاتهم باللغة العربية، والإنجليزية، والألمانية، والإسبانية، والفرنسية.
ومن بين المحاور التي عرفتها وقائع هذه الجلسات كان هناك محور: المسلمون في أوروبا وتجربة المواطنة، ومحور: المسلمون في أوروبا والحوار الديني، ومحور: صورة الإسلام والمسلمين في الأدب الأوروبي، ومحور: الإسلام والخطاب السردي والصحفي والفني، ومحور: صورة الإسلام والمسلمين في الثقافات الإيبيرية، ومحور: الحوار الحضاري وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين، ومحور: تمثلات الثقافة الإسبانية للإسلام والمسلمين…
وقد أشار خالد لزعر، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ظهر المهراز – فاس، في كلمته الافتتاحية، إلى الدور الكبير الذي تلعبه الصورة اليوم في مجتمعاتنا، سواء في إعطاء تمثلات نمطية أو معلومات جاهزة، وكذا قدرتها عل تصحيح التصورات الخاطئة عن الآخر، إذا أُحسن توظيفها. ومن هنا جاء تأكيد السيد العميد على راهنية موضوع هذه الندوة الدولية في زمن العولمة والصراعات المفتعلة، وتضارب المصالح الجيو- سياسية، والجيو- اقتصادية، انطلاقا من إثارة النقاش ووضع اليد على مكامن الخلل في الصورة التي رسمتها بعض الجهات الأوروبية للإسلام والمسلمين.
وجاء في كلمة اللجنة التنظيمية أن تنظيم هذه الندوة الدولية نابع من إيمان كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ظهر المهراز – فاس، وكذا ماستر: “تحالف الحضارات وحوار الديانات”، بالأهمية التي تلعبها الصورة في تكوين فكرة عن الآخر، سواء كانت هذه الصورة، سلبية أو إيجابية، موضوعية أو بعيدة عن الحقيقة والواقع، في المجالات الفكرية والأدبية والفنية، أو في المجالات السياسية والإعلامية والعلوم الإنسانية وغيرها. وهذا الآخر – في هذه الندوة – هو “المسلمون”، سواء في ارتباطهم بالإسلام أو في ارتباطهم بالثقافة الإسلامية، أو في علاقاتهم بالدولة الأوروبية التي يعيشون فيها، أو صاروا مواطنينفيها.