24 ساعة-أسماء خيندوف
في خطوة أثارت جدلا واسعا في فرنسا، تم فرض إقامة قسرية على “ك. م. أ”، الشقيق الأصغر لـ “ف.م.أ، أحد الانتحاريين الذين نفذوا الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعة باتاكلان في 13 نونبر 2015. و وضع “ك.أ، الذي يدرج اسمه ضمن قائمة “س” الخاصة بالتهديدات الأمنية، تحت الإقامة الجبرية في مدينة لوير (هاوت-ساون)، حيث أثار هذا القرار حالة من الذعر بين السكان المحليين.
وأفاد عمدة مدينة لوير، إريك هولي، في تصريحات لصحيفة “ليست ريبوبليكان” أن المخاوف بين سكان المدينة بدأت في التصاعد منذ أسابيع عدة بسبب الملف الأمني لشقيق أحد منفذي الهجوم الإرهابي. وقال العمدة: “لقد تلقينا تحذيرات من عمال في محلات السوبر ماركت وموظفي الضمان الاجتماعي، وكلهم عبروا عن قلقهم من وجوده في المنطقة”.
وفي هذا السياق، دعا هولي إلى اتخاذ إجراءات إضافية لضمان الأمن في المدينة، مشيرا إلى ضرورة تنظيم “دورات سكنية” بين أماكن مختلفة، في انتظار أن تتم الموافقة على ترحيله إلى إحدى الدول المعنية، وهي الجزائر أو المغرب.
و يذكر أن “ك.م.أ”، الذي ولد من أب جزائري وأم مغربية، كان قد تم تجريده من الجنسية الفرنسية في نونبر 2023 بقرار من رئيسة الوزراء آنذاك، إليزابيث بورن. كما كان قد سافر في عام 2013 مع شقيقه إلى مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق وسوريا. وبعد تجريده من جنسيته، تم احتجازه في مركز للاحتجاز الإداري بمدينة ميتز، ومن ثم تم فرض الإقامة الجبرية عليه في مدينة لوير في يونيو 2024، في انتظار الترتيبات اللازمة لترحيله.
وحسب وسائل إعلام فرنسية، فالمشكلة الرئيسية في هذه القضية تكمن في أن المغرب و الجزائر لم يصدرا بعد الوثائق القنصلية اللازمة لترحيله، مما يطيل فترة انتظاره ويزيد من القلق في أوساط المجتمع المحلي.
من جهته، طالب وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، في تصريحات له بتغيير السياسات القانونية المتعلقة بالترحيل، مؤكدا أن الوقت قد حان لتعديل القوانين المعمول بها، حيث قال: “نحن بحاجة إلى تغيير قواعد القانون. نحن مع دولة القانون، ولكن النظام الحالي يعوقنا. لذلك، أطالب المفوضية الأوروبية بتغيير سياسات العودة والترحيل”.
وتجدر الإشارة إلى أن سلسلة الهجمات الدامية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة 13 نونبر 2015، أسفرت عن مقتل 129 شخصا على الأقل وإصابة نحو 352 آخرين. وشملت هذه الهجمات تفجيرات قرب ملعب فرنسا الدولي في الضاحية الشمالية لباريس، إلى جانب هجمات مسلحة على حانات مكتظة في شرق المدينة بالقرب من ساحة الجمهورية. كما تعرض مسرح باتاكلان في وسط باريس لهجوم دام أسفر عن مقتل نحو 100 شخص، فيما استهدف هجوم آخر مركزا تجاريا قرب باريس.