الدار البيضاء-أسماء خيندوف
كشفت تحقيقات صحفية عن فضيحة استغلال عمال مغاربة في ظروف غير إنسانية داخل قصر “شاتو دوتوم” في شامبري (سين-إت-مارن)، حيث يمثل أمام محكمة الجنايات في مو رجل وامرأتان متهمون بتجارة البشر وظروف عمل قاسية. المتهمون، وهم أب مغربي وزوجته وابنته، يواجهون عقوبات قد تصل إلى سبع سنوات من السجن، بالإضافة إلى غرامة مالية تصل إلى 200,000 يورو.
وفقا لصحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، استغل المتهمون اثني عشر عاملا مغربيا دون تصاريح إقامة، وتم إجبارهم على العمل في بناء فندق داخل القصر بين عامي 2019 و2022. وأظهرت شهادات العمال أن ظروف العمل كانت شديدة القسوة، حيث تضمنت صعود الأسطح بدون وسائل حماية وأوقات عمل طويلة للغاية، دون مراعاة لسلامتهم.
وفيما يتعلق بالأجور، أفاد الدفاع أن العمال كانوا يتلقون رواتبهم بشكل غير منتظم، وأحياناً لم يتسلموا أجرهم بالكامل أو حتى لم يتلقوا أي أجر على الإطلاق. وأوضحت المحامية ماكسيم سيسييو في تصريح للصحيفة الفرنسية قائلة: “هذا ما يسمى بالاستعباد عن طريق الديون. كانوا يبقون في هذا الوضع في أمل الحصول على أموالهم المستحقة.”
أما بالنسبة لظروف الإقامة، فقد كانت غير إنسانية بشكل كامل، حيث لم يتم تجهيز المكان للسكن، وكان يفتقر إلى التدفئة والمرافق الصحية. وأشارت المحامية إلى أنه: “كان من المستحيل على العمال الاستحمام بعد يوم عمل طويل بسبب نقص المرافق الأساسية.”
هذه القضية تثير تساؤلات حول دور السلطات الفرنسية في مكافحة هذه الممارسات والتأكد من توفير الحماية الكافية للعمال الأجانب. و مع ذلك، سيتعين على المحكمة اتخاذ القرار النهائي بشأن ما إذا كانت هذه الظروف تستحق تصنيفها كتجارة بالبشر.
و في حال تم إثبات التهم الموجهة إليهم، يواجه المتهمون الثلاثة عقوبات قاسية قد تصل إلى سبع سنوات من السجن، بالإضافة إلى غرامة مالية ضخمة.