24 ساعة-أسماء خيندوف
تواصلت عمليات البحث مساء أمس السبت للعثور على شاب في العشرينيات من عمره، يشتبه في ارتكابه جريمة قتل مصل في مسجد بولاية غارد صباح الجمعة.
ووقع الحادث الذي هز المنطقة في مسجد خديجة في بلدة لا غران كومب حوالي الساعة 8:30 صباحا، حيث أقدم المشتبه به على طعن ضحيته، الشاب أبو بكر، أثناء تأديته الصلاة، ثم قام بتصوير المشهد وأساء إلى الذات الإلهية مهددا بتكرار جريمته.
تفاصيل الحادث وتطورات التحقيق
الضحية، الذي يبلغ من العمر بين 23 و24 عاما، كان من المعتادين على زيارة المسجد أسبوعيا لتنظيفه تطوعا. وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة المشتبه به وهو يقلد الصلاة قبل أن يستل سكينا ويقوم بطعن أبو بكر ما بين 40 و50 طعنة.
وبحسب المصادر المقربة من التحقيق، فإن المشتبه به، المدعو “أوليفييه هـ.”، مواطن فرنسي من أصل بوسني، أظهر في الفيديو الذي صوره بعد الهجوم نيته في تكرار فعلته.
ردود الفعل الرسمية والمجتمعية
ندد رئيس الوزراء فرانسوا بايرو بالحادثة، واصفا إياها بـ “جريمة كراهية ضد الإسلام”، مؤكدا في الوقت نفسه على استعداد الدولة الكامل للقبض على الجاني.
من جانبه، أشار زعيم المعارضة جان لوك ميلانشون إلى أن “الإسلاموفوبيا تقتل”، بينما اعتبر إريك سيوتي أن الحادث يشكل “مصدر قلق للجمهورية”.
المشتبه به الذي تم تحديد هويته، هو شاب غير مسلم ويعتبر “خطيرا للغاية”، وفقا لما صرح به المدعي العام لأليس، عبد الكريم غريني. وتم القبض على شقيقه الأصغر، القاصر، يوم أمس السبت في إطار التحقيقات، لكنه أفرج عنه سريعا دون توجيه تهم إليه.
ولا تزال التحقيقات تحت إشراف نيابة أليس، مع احتمال نقل الملف إلى النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب نظرا للظروف المحيطة بالجريمة.
وصف أبو بكر، الذي قدم من مالي إلى فرنسا قبل عدة سنوات، بأنه كان محبوبا من قبل سكان المنطقة. وقد أعربت منظمة “SOS Racisme” عن أسفها لما جرى، مؤكدة أن “الكراهية تغذي المآسي”، وداعية إلى ضرورة اتخاذ مواقف أكثر صرامة في مواجهة العنصرية وكراهية الإسلام.
يتواصل التحقيق مع التركيز على الدوافع وراء الجريمة، في حين تُثير الحادثة تساؤلات حول تصاعد ظاهرة كراهية الإسلام في البلاد وأثرها على المجتمع. كما يظل الملف مفتوحا في انتظار المزيد من التطورات، حيث يترقب الجميع الإجراءات التي ستتخذها السلطات لمكافحة هذا النوع من الجرائم المروعة.