24 ساعة-وكالات
بعد ثلاثة أيام من مطاردته، سلم الجاني الذي قتل شابًا ماليًا في مسجد بلدة لا غراند-كومب الصغيرة في جنوب فرنسا نفسه إلى مركز شرطة في إيطاليا.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد أعلن المدعي العام في أليس، عبد الكريم غريني، أن “أوليفييه أ.”، البالغ من العمر 20 عاما، والمزداد في ليون، سلم نفسه طواعية مساء الأحد إلى مركز شرطة في بيستويا بالقرب من فلورنسا بإيطاليا.
مذكرة توقيف أوروبية في انتظار الجاني
يعتزم المدعي العام اتخاذ إجراءات قانونية لإصدار مذكرة توقيف أوروبية تمهيدا لترحيله إلى فرنسا، حيث يتوقع أن تستغرق العملية بضعة أيام أو أسابيع. وقال غريني: “إنها سعادة كبيرة لي كمدعي عام، أمام فعالية التحقيقات التي أجريت، لم يجد الجاني خيارا سوى التسليم وهذا أفضل ما كان يمكنه فعله”.
وقد تم نشر أكثر من 70 شرطيا ودركيا منذ الجمعة الماضية لملاحقة المشتبه به، الذي كان يعتبر “خطيرا للغاية”. ووفقًا للمحققين، الجاني كان قد تباهى بجريمته وادعى ارتكابها قبل أن يظهر نوايا لارتكاب مزيد من الجرائم ذات الطابع نفسه.
دوافع إيديولوجية وخلفية معادية للإسلام
في مقطع الفيديو الذي نشره الجاني بنفسه بعد ارتكاب الجريمة، أظهر انزعاجه من الضحية وشتمه لدين الضحية، مؤكدا أنه فعل ذلك بدافع الكراهية. وأكد المدعي العام أن الجريمة تحمل طابعًا معاديًا للإسلام، ولكن قد تكون هناك دوافع أخرى مرتبطة بالرغبة في الشهرة أو القتل المتسلسل.
وبقي الجاني تحت الرادار الأمني طوال حياته ولم يكن له سجل سابق مع الشرطة. وعاش حياة عادية حتى وقوع الجريمة المأساوية التي هزت البلدة الصغيرة.
في بلدة لا غراند-كومب، تم تنظيم مسيرة بيضاء في ذكرى الضحية، أبو بكر سيسي، الشاب المالي الذي قتل في المسجد. وتجمع أكثر من ألف شخص للتنديد بالجريمة، في حين ندد العديد من الحضور بالمناخ المعادي للإسلام في البلاد.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن “العنصرية والكراهية بسبب الدين لا مكان لهما في فرنسا”، مشيرا إلى دعم “أمة فرنسا” لعائلة الضحية وللمجتمع المسلم في البلاد.