أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهري (السترات الصفراء) في وسط باريس يوم السبت مع بدء احتجاجات معلن عنها من قبل على ارتفاع تكاليف المعيشة.
وقالت متحدثة باسم الشرطة للصحفيين إن هناك نحو 1500 محتج في شارع الشانزليزيه بينما ذكرت السلطات أنها ألقت القبض على 211 شخصا بعدما عثرت الشرطة بحوزتهم على أشياء مثل المطارق ومضارب البيسبول وكرات معدنية.
ويتجمع مئات المحتجين حول قوس النصر الذي كتب المحتجون عليه يوم السبت الماضي عبارات تعبر عن غضبهم بينما أضرم البعض النار في سيارات ونهبوا متاجر.
وقال رئيس الوزراء إدوار فيليب في التلفزيون ”سنبذل قصارى جهدنا ليمر اليوم دون عنف كي نستطيع مواصلة الحوار الذي بدأناه… في ظل أفضل ظروف ممكنة“.
وأعلن فيليب يوم الثلاثاء أن حكومته ستعلق الزيادات في ضريبة الوقود لمدة ستة أشهر على الأقل للمساهمة في التهدئة بعد الاحتجاجات التي بدأت منذ أسابيع، وذلك في أول عدول من جانب ماكرون عن قرار رئيسي منذ توليه السلطة قبل 18 شهرا.
وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير لموقع بروت الإخباري الإلكتروني يوم السبت ”أخذنا الاستعداد لرد قوي“. وناشد المحتجين السلميين عدم التواجد في نفس المكان مع ”مثيري الشغب“.
وأضاف ”مثيرو الشغب لن يكونوا مؤثرين إلا إذا تخفوا وراء السترات الصفراء. العنف ليس وسيلة جيدة على الإطلاق لتحصل على ما تريد. الآن وقت النقاش“.
وقال شرطي يرتدي قناعا واقيا من الغاز بينما كان أحد المحتجين يلقي ورودا بلاستيكية صفراء نحو رجال الشرطة ”إذا لم تلجأوا للعنف لن نلجأ له“.
* مدينة أشباح
بدت باريس في معظم أجزائها كما لو كانت مدينة أشباح في وقت مبكر يوم السبت حيث أغلقت المتاحف والمتاجر في يوم كان يفترض أن يكون للتسوق في أجواء احتفالية قبيل عيد الميلاد.
وكان عدد السائحين قليلا وناشدت السلطات السكان البقاء في منازلهم قدر المستطاع.
وأُغلقت عشرات الشوارع أمام حركة المرور كما أغلقت متاحف ذات شهرة عالمية مثل متحف أورسيه واللوفر ومركز بومبيدو أبوابها.
وغطيت العديد من المتاجر بألواح لحمايتها من النهب وأزيلت مقاعد الشوارع والمواد المستخدمة في مواقع البناء لتجنب استخدامها كمقذوفات.
وقال جيوم لو جراس (28 عاما) الذي يعمل في مجزر في بلدة جوينجم في بريتاني ”جئنا إلى هنا للمشاركة في مسيرة سلمية وليس لتحطيم الأشياء. نريد المساواة.. نريد أن نعيش لا أن نحيا بالكاد“.
بدأت الاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي في أول الأمر ثم انتقلت إلى الشوارع، ويوم السبت هو الأسبوع الرابع لها في تحد واضح لماكرون وسياساته.
وانطلقت المظاهرات في نوفمبر تشرين الثاني احتجاجا على العبء الذي تشكله زيادة الضرائب على الوقود، ثم تحولت إلى تمرد واسع مشوب بالعنف في بعض الأحيان. ولا يوجد زعيم رسمي لحركة الاحتجاج مما يجعل من الصعب التعامل معها.
وتقول السلطات إن الاحتجاجات اختطفتها عناصر يمينية متطرفة وعناصر فوضوية تصر على العنف وتثير اضطرابات اجتماعية في تحد مباشر لماكرون وقوات الأمن.
ورغم تراجع الحكومة عن تطبيق الزيادة في ضريبة الوقود، تواصل حركة (السترات الصفراء) المطالبة بتنازلات أكثر من الحكومة بما في ذلك خفض الضرائب وزيادة الرواتب وخفض تكاليف الطاقة وتحسين مخصصات التقاعد بل واستقالة ماكرون.