الرباط-عماد مجدوبي
تزداد حدة التوتر بين فرنسا والجزائر إثر حادثة أثارت جدلاً دبلوماسياً جديداً. الجزائر رفضت استقبال مؤثر جزائري حاولت فرنسا ترحيله بتهمة التحريض على العنف من خلال مقاطع نشرها على منصة تيك توك.
الرجل، الذي يبلغ من العمر 59 عاماً ويُدعى “دوالمن”، تم ترحيله على متن طائرة فرنسية إلى الجزائر برفقة عملاء فرنسيين، لكن السلطات الجزائرية منعت دخوله وأعادته إلى فرنسا بمجرد وصوله.
ووصفت وسائل إعلام عالمية هذه الحادثة بأنها خطوة عمّقت التوتر المستمر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي هذا الإطار، عبّر وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتاليو لوسائل الإعلام عن استيائه من القرار الجزائري، مشيراً إلى أنه لم يتلقَّ أي “مبرر مقنع” من الجزائر حول رفضها استقبال “دوالمن”، وفقاً لما ذكرته مصادر رسمية.
وأكد الوزير الفرنسي أن الوثائق المطلوبة للترحيل كانت سليمة، حيث أوضح أن “جواز السفر الساري المفعول يكفي لتنفيذ عملية الطرد”، وشدد بالقول إن الجزائر تسعى بما يجري إلى “إذلال فرنسا”، محذراً من تجاوزات أكبر قد تقع.
وفي تصريح يحمل نبرة جادة، قال ريتاليو: ”فرنسا لا يمكنها القبول بهذا الوضع. سنُقيّم جميع الخيارات المتاحة بعقلانية، ولكننا لن نسمح بتعدي الحدود”.
هذه المسألة لم تكن الأولى من نوعها؛ فقد أعلنت فرنسا خلال الأسابيع الماضية اعتقال ثلاثة مؤثرين جزائريين آخرين بسبب نشرهم محتوى تحريضي.
يأتي ذلك في خضم سلسلة من الأزمات التي أعادت تسليط الضوء على العلاقة المضطربة بين فرنسا ومستعمرتها السابقة. التوتر الحالي يعود إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليوز 2024، حيث أعلن عن دعمه لمغربية الصحراء. وردت الجزائر، التي تعتبر من أبرز داعمي جبهة البوليساريو الانفصالية، بخطوة سريعة تمثلت في سحب سفيرها من باريس.
الأزمة تصاعدت لاحقاً مع أحداث أخرى، أبرزها اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال عند وصوله إلى الجزائر في نونبر الماضي. اعتقال الكاتب البالغ من العمر 75 عاماً أثار انتقادات ماكرون، الذي دعا للإفراج الفوري عنه، مؤكداً أن الإجراء كان “تعسفياً”. يبدو أن العلاقات الفرنسية الجزائرية أمام تحديات متعددة تزيد من تعقيد مشهدها السياسي والدبلوماسي.