باريس – نجاة بلهادي بوعبدلاوي
تظاهر أمس حوالي عشرين ألف في باريس للاحتجاج على عنف رجال الدرك المتورطين في مقتل الشاب آداما تراوري، ذي البشرة السوداء الذي لقي حتفه عام 2016 أثناء استجوابه من قبل الدرك.
وقد أعادت التظاهرات في الولايات المتحدة الامريكية احتجاجا على مقتل جورج فلويد على يد الشرطة أثناء عملية توقيفه إلى أذهان الفرنسيين واقعة مماثلة للشاب طراوري.
وتعود وقائع وفاة الشاب أداما طراوري (فرنسي من أصول أفريقية) لدى رجال الدرك، بعد اتهامه بمساعدة شقيقه في قضية ابتزاز وتهريب أموال، حيث توفي أداما في العملية التي طالت منزله في الضاحية الشمالية لباريس في بلدة بومون-سور-واز (Beaumont sur Oise). بينما قالت السلطات المحلية إنّ تراوري كان يعاني من مرض في القلب، أفقده الوعي وأدى إلى وفاته.
وكانت صحيفة “الأوبسرفاتور”، قد كشفت خلال التحقيقات الأولية أنّ الأسباب الحقيقية وراء وفاة تراوري لا تزال مجهولة، وقالت في عددها الصادر السبت إن “عناصر الدرك الثلاثة الذين أقدموا على عملية اعتقاله اعترفوا في المحضر أمام المحققين أنّهم فقدوا السيطرة على جسد تراوري (الضخم) فاضطروا إلى استخدام القوة لإيقافه”.
ومن جهة أخرى وخلال التحقيقات غير عناصر الدرك كلامهم ليدحضوا بشكل كامل فرضية الموت “اختناقا”، التي يصرّ عليها مدّعي عام بونتواز إيڤ جانييه، بعد تشريح الجثة للمرة الثانية في غضون أسبوع، على وقع التظاهرات والاحتجاجات التي تعمّ ضواحي شمال العاصمة الفرنسية منذ ليل أول من أمس(الاثنين).
وكان محامي عائلة تراوري، ياسين بورزو، قد صرح للإعلام أنّ الضحية كان في حالة صحية سليمة، مضيفا أن “المنطق يقول إنّه لدينا شخص أعزل بمواجهة ثلاثة عناصر اعترفوا باستخدام العنف وأنا واثق أنّ الهدف لم يكن قتله، إنّما هي أمور معلومة في المداهمات. تعرّض أداما لضغط على صدره نتيجة ثلاثة أوزان (compression thoracique) وهو ما ساهم في مصرعه”.
وفي نفس السياق، كشفت مصادر أن مدّعي عام الجمهورية رفض تشريحا ثالثًا للجثة، بعد مطالبة العائلة القيام بذلك نتيجة تضارب التحليات الصادرة عن الطب الشرعي.
وكانت الخلية المخوّل لها الكشف عن جثة طراوري التابعة لمركز الطب الشرعي في “غارش”، والتي استندت إلى التشريح الأوّل، كشفت عن عيب خلقي في القلب، في حين كذّبته نتائج التشريح الثاني الذي أشرف عليه أطباء مركز الطب الشرعي في باريس.
وكانت عائلة طراوري قد عقدت مؤتمرا صحافيا، السبت الماضي، كأول ردّ فعل اعتراضي على رفض المدعي العام تشريح الجثة للمرة الثالثة، حيث طالب الشقيق الأكبر لآداما، من العدالة القيام بتحقيق نزيه، كنا أعقب المؤتمر مسيرة انطلقت من محطة الشمال بباريس باتجاه ساحة الجمهورية حملت شعارات “الحقيقة والعدالة من أجل آداما”.