الرباط-عماد مجدوبي
أعربت فرنسا عن قلقها الشديد بشأن صحة الكاتب بوعلام صنصال، الذي أُعيد إلى السجن مجددًا في الجزائر العاصمة، في ظل استمرار رفض السلطات الجزائرية السماح لباريس بممارسة الحماية القنصلية عليه.
وفقًا لتصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، فإن صنصال، الذي تم توقيفه منذ نونبر بعد وصوله إلى الجزائر، متهم بتهديد أمن الدولة. ويعكس هذا الوضع تصاعد التوتر في العلاقات المضطربة بين البلدين.
وأشار بارو في مقابلة إذاعية إلى قلقه بشأن تدهور حالة صنصال الصحية، موضحًا أن زوجته يمكنها فقط زيارته مرة واحدة أسبوعيًا.
ورغم طلب فرنسا ممارسة حقوقها القنصلية، إلا أن ذلك لم يُسمح به حتى الآن. صنصال، الذي يعيش غالبًا في فرنسا وحصل على الجنسية الفرنسية العام الماضي، عرف بانتقاداته العلنية للنظام الجزائري فضلًا عن مواقفه فيما يتعلق بمغربية الصحراء.
محاميه الفرنسي، فرانسوا زيميراي، أفاد بأن التهم الموجهة لصنصال ربما ترتبط بتصريحاته المثيرة للجدل حول الحدود الجزائرية المغربية والتي أرجعها إلى الحقبة الاستعمارية في مقابلة مع وسيلة إعلام فرنسية يمينية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي حرصه على حل المسألة سريعًا، مشيرًا إلى استعداد باريس لمعالجة الخلافات الثنائية مباشرة مع الجزائر، لكن الأخيرة لم ترد بعد على هذا الاقتراح.
وتمر العلاقات بين فرنسا والجزائر تمر بمرحلة حساسة منذ يوليوز الماضي، عندما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن خطة الحكم الذاتي المغربية لنزاع الصحراء هي الحل الوحيد الممكن للنزاع المستمر منذ عقود.
هذا التصريح أثار رد فعل غاضبًا من الجزائر، التي سحبت سفيرها واتبعت سلسلة من الخطوات التصعيدية.
من بين القضايا الشائكة بين البلدين موضوع الهجرة، الذي يمثل مصدر توتر إضافي بسبب التهديد الذي يلوح به بعض المسؤولين الفرنسيين بمراجعة اتفاقية الهجرة الموقعة سنة 1968.